السلم الاجتماعي من منظور اسلامي

sayel's picture
Research Title: 
ضمان حقوق الأقليات وأثره في السلم الاجتماعي
Authors: 
صايل أحمد حسن أمارة
Country: 
فلسطين
Date: 
Wed, 2012-04-04
AttachmentSize
ضمان حقوق الأقليات وأثره في السلم الاجتماعي10.89 MB
Research Abstract: 

    الاختلاف سنة إلهية، ومقصد من مقاصد المشرع، " ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين، إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم" فالاختلاف تنوع، وهذا التنوع قد يحسن استخدامه فيكون عامل رقي وتقدم وتطور، إذا ما وجدت القوانين المعززة بالثقافة الفردية والعامة لإنشاء شبكة العلاقات الاجتماعية بما يتلائم مع هذا الاختلاف، وقد يصبح هذا التنوع عامل تفرق وتشرذم وتناحر وصراع، إذا ما وجدت التعبئة الفكرية لكل فئة بحيث تشحذ أفرادها بثقافة الكراهية والصراع للبقاء، ولا يوجد محفز لهذه الثقافة أكثر من الاعتداء على حقوق الآخرين أو حرمانهم منها، وحيث أن واقع المجتمعات يشهد وجود أقلية وأغلبية في كل مجتمع من المجتمعات، ولأن القوة قد تغري بالطغيان، مما قد ينشأ عنه خلل في شبكة العلاقات الاجتماعية، فتنخرم موازين القسط، ولأن للعدالة معيارا واحدا، فإذا انخرم هذا المعيار سيرتد أثر ذلك على المجتمع ككل، لذلك فقد حرص الإسلام على نقاء هذا المعيار، ومنح كل مواطن حقه لتجفيف منابع التطرف في المجتمع، ولتجسيد مجتمع الجسد الواحد، المجتمع الآمن الذي لا يخاف أفراده على حياتهم أو أموالهم أو أعراضهم، فالمجتمعات الآمنة تقوى على البناء والتقدم، أما الأيدي الخائفة فلا تقوى على فعل شيء، وإنما تعيش في صراع مع ذاتها وغيرها للبقاء، لذلك حرص الإسلام على تحقيق السلم الاجتماعي بكل ما أوتي من قوة، من خلال كفالة حق المواطن بغض النظر عن الانتماء العقدي أو الفكري.