لاشك أن إبراز النتاج الفكري للدكتور حسن الترابي هو أمرٌ في غاية الأهمية، فالترابي مفكر إسلامي يشهد له بذلك أنصاره ومخالفوه. وربما تميز الترابي عن غيره من المفكرين بأنه كان رجل فكر ورجل سياسة. وإن كان انخراطه في السياسة لفترة طويلة قد صرف أنظار البعض عن إسهاماته الفكرية إلاّ أنّ ذلك لا يُنقص من قدر هذه الإسهامات، لأنها تعدّ إضافة ثرية للفكر الإسلامي، ومنهجاً متميّزاً، ودعوة جريئة في ميدان التجديد الإسلامي. ولسنا هنا بصدد تقويم هذا الرجل سياسياً، أو عرض تجربته السياسية، وما حققته من نجاح أو قصور، وما آلت إليه. ولكننا نريد أن نقف مع كتابه القيم «قضايا التجديد» في محاولة لمعاينة جوانب الإبداع التي ضمّنها الترابي هذا الكتاب، وللوقوف على نظرته الثاقبة في إ عادة صياغة فكر إسلامي جديد يوائم حياة المسلمين مع توجيهات الدين ومقتضياته لأن ما قدمه الترابي لنا في هذا الكتاب يُعدّ ثورة فكرية تجديدية حقيقية في سياق التحوّلات الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي صاغتها الظروف العامة للحياة العصرية.
Attachment | Size |
---|---|
مراجعة_لكتاب_(قضايا_التجديد_نحو_منهج_أصولي)_للدكتور_حسن_الترابي.doc | 69.5 KB |