بالرجوع إلى معاجم اللغة فإنه يتبين أنها تطلق الغضب على الشدّة وما يترتب على ذلك من سخط، وعبارات اللغويين تدور في مجملها حول هذا المعنى.
قال ابن فارس: "الغين، والضاد، والباء، أصل صحيح يدل على شدّة وقوة. يقال: إن الغضبة: الصخرة الصلبة. قالوا: ومنه اشتق الغضب، لأنه اشتداد السخط".
وعرّف ابن منظور الغضب: بـأنه" نقيض الرضا". وهذا لا يختلف عما ذكره ابن فارس، فإن نقيض الرضا، هو السخط، أو شدّة السخط .
يقال: رجل غضوب: شديد الغضب. والغضوب: الحية الخبيثة. والغضوب: الناقة العبوس. والمغضوب: الذي ركبه الجُدري، فإذا غطى الجدري جلد المجدور، قيل: أصبح جلده غضبة واحدة. والغضابي: الكدِر في معاشرته، مأخوذ من الغضاب، وهو: القذى في العينين .
وأضاف صاحب مختار الصحاح معنى جديدا للغضب فذكر أن الغَضْبُ هو: "الأحمر الشديد الحمرة" . وهذا اللون هو في الغالب ما يظهر على وجه الغضبان حين يشتّد غضبه، وخاصة إذا كان صاحب بشرة بيضاء. واقتران الغضب باحمرار الوجه تدل عليه أحاديث واردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها:
"خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه وهم يختصمون في القدر. فكأنما يفقأ في وجهه حب الرمان من الغضب". وهذا من شدّة احمرار وجهه عند الغضب. فشبّه هذا الاحمرار بفقء حب الرمان في وجهه.
Attachment | Size |
---|---|
الغضب في القرآن | 822.11 KB |