An-Najah Staff

التقليد مصدر للفعل الرباعي" قلّد" بتضعيف اللام المفتوحة. ويأتي في اللغة على معان كثيرة، منها:

1-الإحاطة: أي ما يحيط بالشيء. ومنه القلادة، وهي "اسم لما يشتمل على الشيء ويحيط به كاللفافة والعمامة". فكأن المُقلِّدَ يجعل ما اكتسبه ممن قلده، قلادة في عنقه، تحيط به، كما تحيط القلادة بالعنق.

2- الإلزام: يقال: "قلده الأمر ألزمه إياه"فالمقلَّد ألزم المقلِّد فكرته وحمَّله إياها.

3- التناوب:  قال الزمخشري: "وهم يتقالدون الماء: يتناوبونه".فالعادات والأفكار التي هي محل التقليد، تُتناوب بين الأجيال، وتنتقل من جيل إلى جيل.

4- المحاكاة والاتباع من غير تفكير. فالمقلد يحاكي من يقلده، ويفعل مثل فعله من غير تفكير ولا نظر ولا تأمل.

5- السبق:  "المقلَّد من الخيل السابق يُقلَّد شيئًا ليعرف أنه قد سبق."فيكون المُقَلَّدُ قد سبق بفكرته وعمله من يقلده، فالمُقَلَّدُ ساِبقٌ، والمُقلِّدُ مسبوق.

يتبين مما سبق أن التقليد له أركان ثلاثة :                                  

-1 المقلَّد: اسم مفعول، وهو صاحب الفكرة والأمر.

-2 المقلِّد: اسم فاعل، وهو الذي يقوم بتنفيذ ما جاء بهِ المُقَلَّدُ.

-3 موضوع التقليد: وهو الأمر المادي أو المعنوي الذي يُحاكيه المُقَلِّدُ مِنَ المُقَلَّدُ.

ونفهم من المعاني اللغوية، أن هناك علاقة بين المُقلَّد والمُقَلِّد، تقوم على أن يجعل المقلَّد شيئًا في عنق المقلِّد يقوده به، وهذا الشيء هو مادة التقليد وموضوعه. والتقليد نوع أداء، يمكن للإنسان أن يُحاكيه من غيره.