يُعدّ الاتصال نشاطاً أساسياً في حياة الإنسان، لأنّ معظم ما نقوم به في حياتنا اليومية، إنما هو مظاهر متنوعة لعملية الاتصال، سواءً كنا نقوم بذلك بطريقة مقصودة أو غير مقصودة. ثم إنَّ معالم الشخصية الإنسانية تتحدد من خلال ممارساتها الاتصالية، ذلك أن عملية الاتصال بين الإنسان وأخيه الإنسان تكشف عن طبيعة هذه الشخصية وخصائصها، الأمر الذي ينعكس على معرفة الإنسان وشعوره، ومن ثمّ على آرائه واتجاهاته ومعتقداته، لأنّ هذا الاتصال لا بدّ وأن يترك أثره في نفوس الآخرين سلباً أو إيجاباً. وليس شرطاً أنْ يكون هناك كلامٌ حتى تحدث عملية الاتصال، بل إنَّ الاتصال قد يتمّ من خلال الصمت، أو ما يُطلق عليه «لغة الجسم».
فإنَّ في عيون الإنسان، وتعابيـر وجهه، وحركات جسمه، الكثير من المعاني ذات العمق التأثيري في الآخرين. وهدفنا من خلال هذا البحث هو تسليط الضوء على جوانب هذه القضية، مستنيرين في ذلك بنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية. كمحاولة لإبراز دور الاتصال الصامت في عملية التأثير في نفوس الآخرين، على أملٍ في أن يكون هذا البحث مساهمة في خلق وعي حقيقي يجعل لدى المسلم حِسَّاً مُرهفاً يفهم الآخرين من خلال صمتهم، ويؤثر فيهم من خلال صمته.
Attachment | Size |
---|---|
الاتصال_الصامت_وعمقه_التأثيري_في_الآخرين_في_ضوء_القرآن_الكريم_والسنة_النبوية.pdf | 363.14 KB |