Preferred Abstract (Original):
مقدمـة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد ...
من المواضيع التي نوّه القرآن الكريم إلى أهميتها موضوع الحوار، فقد اعتنى القرآن الكريم بهذا الموضوع عناية فائقة، وأوْلاه اهتماماً خاصاً، وركّز على طبيعة الأسلوب الذي يجري به. كيف لا؟ والحوار أهم وسيلة للاتصال بين بني الإنسان، وأكثر الوسائل قدرة على التأثير في الآخرين. فالقرآن الكريم الذي هو عنوان البلاغة وينبوعها قد استعمل هذا الأسلوب في كثير من آياته، لما فيه من التأثير الفائق الوصف. وجاء الإسلام ليكون دين الحوار، الذي يطلق المجال لإعمال العقل في القضايا المطروحة، ليحاور الآخرين على أساس الحجة والبرهان والدليل، وليعلمهم كيفية الوصول إلى الحقائق، عن طريق الكلمة الحلوة، والأسلوب الطيب، والجدال بالتي هي أحسن.
ويحاول هذا البحث إلقاء نظرةٍ فاحصة على أسلوب الحوار في القصّة القرآنية، بغرض فهم طبيعة هذا الأسلوب، لنحذوَ حذوَ القرآن، ونقتبس لمساته الفنية في هذا المجال، لأنّ معرفة أسلوب الحوار، أمرٌ في غاية الأهمية لكل داعية، في كل زمان وفي كل مكان.