السياسة الخارجية للدنمارك تجاه الفلسطينين في الضفة وغزة

Nayef Abukhalaf's picture
Year: 
2007
AttachmentSize
السياسة الخارجية للدنمارك تجاه الفلسطينين في الضفة وغزة90.62 KB
سعت الدنمارك منذ نهاية الحرب الباردة إلى تفعيل دورها على الساحة الدولية، وأخذت تبتعد تدريجياً عن سياستها التقليدية السابقة في الحياد. وهناك عاملان كان لهما تأثير في إحداث التغير في السياسة الخارجية والأمنية للدنمارك:
الأول، إستمرار تطور الإتحاد الأوروبي نحو إتحاد سياسي. وهو ما جعل من الصعب على الدنمارك الإحتفاظ بسياسة خارجية مستقلة تمنكنها من إستمرارية الفصل بين أهداف سياساتها الخارجية في علاقاتها الأوروبية من ناحية، وعلاقاتها الأطلسية، وتحديدا مع الولايات المتحدة الأمريكية من ناحية أخرى. اليوم، تشكل سياسة الدنمارك الخارجية جزءاً لا يتجزأ من السياسة الخارجية والأمنية المشتركة للإتحاد الأوروبي.
العامل الثاني، إنتهاء الحرب الباردة، وإنهيار الإتحاد السوفيتي في عام 1991، فتح المجال بشكل كامل لفرص جديدة أمام بلد صغير كالدنمارك لكي يلعب دوراً أكثر فعالية فيما يخص السياسة الأمنية والأيديولجية على الصعيدين الأوروبي والعالمي . فمنذ عام 1990 إتبعت الدنمارك سياسة نشطة ومؤثرة يغلب عليها التوجه الأخلاقي في إدانة التجربة الهندية في السلاح النووي عام 1998، وكذلك إنتقاداتها لحقوق الإنسان في الصين.
 وفي نفس الوقت، مكنت تلك الأحداث والتطورات الدولية الدنمارك من أن تتبع سياسة خارجية وأمنية أكثر وضوحاً وتميزاً في مجالات مختلفة لم يكن بالإمكان إتباعها سابقاً اثناء الحرب الباردة؛ تلعب الدنمارك اليوم دوراً فاعلاً في العمليات العسكرية لحلف الأطلسي. شاركت القوات العسكرية الدنماركية في التدخل الأطلسي ضد صربيا في إقليم كوسوفو عام 1999، وتشارك قواتها أيضاً في أفغانستان بعد هجمات أيلول 2001. كما تشارك القوات الدنمركية في الحرب التي تقودها القوات الأمريكية في العراق. و تشارك  أيضاً في العديد من قوات حفظ السلام الدولية في إطار مهام الأمم المتحدة.

مكنت تلك التحولات العالمية الدنمارك من أن تتبع سياسة خارجية فاعلة في مجال تقديم المساعدات الدولية لدعم مبادرات السلام من ناحية، وتقديم المساعدات للدول الأكثر فقراً في العالم من ناحية أخرى. مساهمات الدنمارك في المساعدات السلمية واتنموية هي الأعلى في العالم.