Preferred Abstract (Original):
يُعَدُّ تفسير ابن عاشور المسمى تفسير" التحرير والتنوير" أشهر ما عرف به، وتظهر فيه البلاغة القرآنية في أوج صورها، ويتميز هذا التفسير بأنه جاء جامعًا لما سبقه من تفاسير، فأتى شاملاً في تناوله لما يعرضه السابقون من آراء ناظرًا فيها ممحصًا ومرجحًا، ولقد عُني ابن عاشور باللغة وفنونها في تفسيره أيَّما عناية، وتنبَّه إلى ما في القرآن من لفتات بيانيَّة وأساليب لغويَّة حوت في نظمها وتركيبها، إعجازًا لغويًّا قصَّر عنه العرب الفصحاء أصحاب الفصاحة والبلاغة الذين نزل القرآن بلغتهم وبين ظهرانيهم، ومن أبرز القضايا النحوية التي عالجها ابن عاشور في تفسيره كانت قضيَّة التضمين النحوي في آي القرآن الكريم، ولقد اتسمت معالجته لهذه القضيَّة بالغزارة والتنوع والتوسع في التحليل وعرض الآراء، غير أنَّ دراسته للتضمين النحوي شابها كثير من الخلط والاضطراب والتناقض الذي بدا واضحًا في كثير من شواهد التضمين التي تعرَّض لها.