انتفاضة النفق

Loay Abualsaud's picture
Published at: 
موسوعة القدس
Year: 
2009
AttachmentSize
النفق.doc62 KB
شكلت انتفاضة النفق والتي اندلعت إثر إقدام إسرائيل في 26 أيلول/ سبتمبر عام 1996 في ظل حكومة زعيم الليكود آنذاك بنيامين نتنياهو مرحلة جديدة في سلسلة النضال الفلسطيني التي أثبت فيها الشعب الفلسطيني تمسكه بأرضه ومقدساته حينما هبّ بكل فئاته بعد أن أقدمت السلطات الإسرائيلية على فتح نفق أسفل المسجد الأقصى المبارك، فتوحدت جميع فئات الشعب الفلسطيني من أجل التصدى ومقاومة الاحتلال الاسرائيلي. وسميت هذه الاتفاضة بهبة أيلول أو انتفاضة النفق نسبة إلى نفق حفر تحت ساحة الحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى المبارك، وكان حفره من أسباب اندلاعها إضافة إلى النشاط الاستيطاني على جبل أبو غنيم في منطقة القدس. وقد أقدمت إسرائيل في 26-09- 1996 على فتح باب النفق، بعد محاولتين فاشلتين قامت بها لفتحه وكانت المرة الأولى عام 1986 والثانية عام 1994، ويمتد بطول 450 متراً أسفل المسجد الأقصى والعقارات الإسلامية المحيطة به. ولكن اليهود ادعوا أن عمر النفق يقترب من 2000 عام، وأن أعمال الحفر تبعد 700 متر عن المسجد الأقصى، ولا تهدده على حد زعمهم، وأن هدف الحفر هو اختصار المسافة على السياح للوصول إلى طريق الآلام في البلدة القديمة. لقد استغل الإسرائيليون الاصلاحات القائمة في المصلى المرواني في الحرم الشريف وافترضوا أنه بالإمكان المقايضة بين استكمال الإصلاحات وترميم المصلى على يد الأوقاف الإسلامية وبين قيامهم بافتتاح النفق أمام السياح وإجراء توسعات جديدة فيه. اعتبرت هذه العملية بأنها جريمة ضد المقدسات الإسلامية ولم تكن عملية فتح النفق سوى القشة التي قصمت ظهر البعير لذلك كانت هبة النفق نتيجة تراكمات من ممارسات حكومة اليمين الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو وذلك برفضها تنفيذ الاتفاقات المبرمة بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية. لفرض وقائع جديدة على الأرض في مخالفات وخروقات فاضحة لهذه الاتفاقات مثل مصادرة الأراضي ومواصلة الاستيطان وتوسيع المستوطنات بالإضافة إجراءات تهويد المدينة المقدسة، وكذلك عدم الانسحاب من الخليل. بالإضافة إلى كافة القضايا المتصلة بإنهاء استحقاق المرحلة الانتقالية بما في ذلك عدم إطلاق سراح الأسرى، واستمرار سياسة الحصار الاقتصادي بذرائع أمنية الذي ولّد مناخاً من الإحباط واليأس وعزز القناعة لدى المواطنين الفلسطينيين والسلطة الوطنية الفلسطينية التي بذلت جهوداً وحرصاً كبيراً على عملية السلام أو دفعها إلى الأمام بأن حكومة ائتلاف اليمين برئاسة نتنياهو ليست عازمة على الاستمرار في عملية السلام، وقيامها بحملات الدعاية حول التزامها بالعملية السلمية بينما هي في الواقع تعمل عكس ذلك من خلال عقد اجتماعات شكلية مع ممثلي السلطة الوطنية الفلسطينية بدون تحقيق أية نتائج من هذه الاجتماعات.