An-Najah Staff

ملخص على الرغم من التطور التكنولوجي والإنجازات الحضارية التي توصل إليها الفينيقيون منذ حوالي ألفي عام قبل ميلاد السيد المسيح، إلا أنهم لم يتركوا شيئاً من أية معلومات تاريخية تسمح للباحثين التعرف إلى هذه الحضارة بتفاصيلها. يمكن أن يعود ذلك إلى حرص الفينيقيين على المحافظة على الكثير من أسرارهم، أو بسبب خضوع الفينيقيين لسيطرة الحضارات المجاورة والقوى العظمى منذ بداية وجودهم في فلسطين وحتى نهايتهم على يد الإسكندر المقدوني عام 332 ق.م. لذلك لم تصل لدى الباحثين أية معلومات ذات قيمة عالية من أجل معرفة أسرار هذا الشعب المهم من بين مجموع الحضارات التي قامت في منطقة الشرق الأدنى القديم. ومع ذلك، لم يبقَ الفينيقيون في طي النسيان بفضل الدراسات المقارنة التي تم إجراؤها على الحضارات المجاورة للحضارة الفينيقية والتي كان لها اتصال مباشر وغير مباشر تمثل في العلاقات التجارية التي نسجها الفينيقيون على طول ساحل حوض البحر المتوسط عن طريق المراكز الرئيسية التي تم تأسيسها كمدينة قرطاجة التونسية وقرطاجة الجديدة الإسبانية Carthago Nova بالإضافة إلى مستعمرات تجارية أخرى على ساحل حوض البحر المتوسط. بالإضافة إلى كل ذلك حقق الفينيقيون انجازاً حضارياً مهماً مازالت البشرية جمعاء تستفيد منه تمثل في اختراع الأحرف الهجائية الذي استخدمته جميع الحضارات المجاورة للفينيقيين.