المتتبع لحركة الشعر في العصر الأموي يلاحظ انقلاباً واسعاً في معايير الشعر، والأسس الفنية المعتمدة في تقييم الشعر والشعراء، وسبب ذلك يعود إلى تغيير طبيعة الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في العصر الأموي. هذا العصر الذي جاء مباشرة بعد عصر صدر الإسلام الذي شهد تغيرات جذرية في حياة العرب، انعكست بشكل واضح على طبيعة الشعر، وأدت إلى تراجع بعض فنونه، وتوقف بعض الشعراء عن القول، أو تغيير مساراتهم واتجاهاتهم، كما حصل مع حميد بن ثور الهلالي، والحطيئة، وعبد بني الحسحاس، وحسان بن ثابت، وغيرهم من شعراء عصر صدر الإسلام.