سنة على وفاة الشيخ فتحي يكن رحمه الله

jaberba's picture
Published at: 
رابطة أدباء الشام
Year: 
2010
AttachmentSize
سنة على وفاة الشيخ فتحي يكن رحمه الله300.45 KB

تمر هذه الايام سنة على موت الدّاعية الإسلامي والمفكر المستنير الشّيخ الدكتور فتحي يكن،الذي رسخ في الامة قيم الاسلام الناصعة ,والابتعاد عن التقوقع والانزواء ,والعيش تحت عباءة الطواغيت الصغار والكبار , فاسهم في انشاء قارب النجاة للحركة الاسلامية المعاصرة, وعمادها مدرسة الشيخ حسن البنا .

وقد تربّى على فكره الغيورون من أبناء المسلمين في العصر الحديث، فكان مثال العالم القدوة في تبصيرهم بحقيقة الإسلام عبر نشره عشرات المؤلفات في الفكر الإسلامي والتربية الدعوية، والمواقف الشجاعة التي شكلت وعياً ناضجاً للإسلام الصحيح، بعيداً عن التّقوقع والتّشرذم والانطواء.

ففي الوقت الذي يتجاذب العمل الإسلامي مشارب شتّى حاولت بعضها ولا زالت إبعاده عن المنهج السّليم، عبر محاولة الاحتواء المذهبي الضيّق والطّائفي البغيض؛ وقف هذا الجيل الأشمّ مدافعاً عن كيان الأمة، لا يأبه بالسفا سف والصّغائر من الأمور، التي يحاول بعض الأقزام وقف عمود الإسلام وعنفوانه، وإشغال العرب والمسلمين عن فهم واقعهم المتردي، المتمثل بفشل الساسة في إدارة مركبهم منذ قرون، وجنوح المتسلقّين والردّاحين لأشباه الرجال.

لقد أدرك الدّكتور فتحي يكن أنّ كارثة المسلمين تكمن في المتساقطين الذين ينظّرون للانهزام والتبّعيّة للغزاة الجدد وإدّعاء العقلانية والواقعيّة.

وصنف آخر يرى بأنّه الوصيّ الوحيد على الإسلام والمسلمين من خلال تقزيم الأمّة في طريق الخوارج الجدد وإلهائها ببدع القبور ونسيان بدع القصور، ورضوا بأن يكونوا من الخوالف.

لقد آمن الشّيخ فتحي يكن بأنّ الإسلام الواعي هو المنهج الأمثل في إخراج الأمة من المآزق الذي وضعه لها الأعداء الأباعد والأقارب.

فكان من الدّاعين لإعادة كيان الأمة المغتصب عبر الفكر المتطوّر والنّسيج المتكامل، وبجميع كل طاقات العرب والمسلمين سنّة وشيعة، ومستضعفين من خلال التنظير الدّعوي والخطاب الايجابي، واقتران الأعمال بالأقوال تحت راية المشروع الإسلامي، النّهضوي الكبير الذّي يجمع فيه العرب والمستضعفين في الأرض.

فلم يعد مجال للعقلية الحزبيّة والفئوية والقبلية والرقع الضّيقة. فهذا زمن العمالقة والتكتلات الكبيرة.

كما أنّه ركّز على فهم عقلية الآخر من منظومة الغرب الأمريكي وأشياعهم، التي لا تحترم إلاّ الأقوياء المستبصرين الذين ينطلقون في توجهاتهم من ثوابت الأمّة الحيّة التي لا تستكين ولا تضعف أمام الأهوال والمخاطر والفتن، بل تعمل جاهدة على لملمة جراحها. والاستعداد لمقارعة قوى الاستكبار والظلام والفساد بكلّ الوسائل المشروعة والمتاحة.

وأخيراً فإنّ رسالة الشيخ فتحي يكن وأمثاله وصلت إلى مسامع المخلصين وهم مدركون أنّ أمّة العرب والمسلمين وكل أحرار العالم على أعتاب فجر جديد يحمل في طيّاته الحريّة المفقودة والعدالة الغائبة والمساواة الموعودة لكل بني البشر.

رحمك الله يا ابا بلال وانت تعمل جاهدا من اجل تجميع الامة,وحمل لواء الدعوة والجهاد, وتجميع قواها الصادقة من اجل تحرير القدس وفلسطين , ورفع راية الاسلام خفاقة على ربوع العالمين.