رسالة الى عقلاء الغرب ‏(3)‏

jaberba's picture
Year: 
2005
AttachmentSize
رسالة الى عقلاء الغرب ‏(3)‏297.28 KB

أصعب شيء في الوجود أن يعترف القاتل بفعلته، لأن القاتل غالباً ما يظن أنه على حق، وأن كانت كل الدلائل تدينه، ولهذا يحاول دائماً أن ينفي الجرم عن نفسه، وأن اعترف متأخرا، فإنه يصر على مشروعية جريمته.

أقول هذا في وقت تشن فيه الإدارة الأمريكية برئاسة بوش وحلفاؤها عدواناً على العراق للبحث عما تسميه أسلحة الدمار الشامل، وافغانستان المسلمة بحجة القضاء على الإرهاب ممثلة بطالبان ورجال لقاعدة بزعامة أسامة بن لادن. وكما هو حال اليوم من قيام أمريكيا وإسرائيل بدق طبول الحرب ضد إيران وسوريا ولبنان.

وحتى يثبت جورح بوش الابن رئيس أمريكا مشروعية عدوانه هذا، يحاول تحشيد أساطيله وطائراته وأعلامه، متذرعاً بشعار الحرب ضد الإرهاب، وأي أرهاب هذا غير ما أعلنه في بداية حملته حينما فضحه لسانه قائلا أمام شاشات التلفاز العالمية هذه "حرب صليبية".

أي أرهاب هذا الذي يدعيه بوش، ومن يروج لهذا العدون السافر، على بلاد العرب والمسلمين بغية ادخالها في مطية النظام العالمي الأمريكي الجديد.

هذا النظام العالمي يقوم على استغلال الفقراء والضعفاء وذلالهم، وعلى تجار الجنس والمخدرات والإباحية في كل شيء، وهذا النظام يريد للنفس البشرية أن تشبع رغباتها وشهواتها وفجورها دون أي رقيب أو محاسب، شعاره أفعل كل ما تريد، وخذ ما تشتهي، دون أي رادع من خلق أو دين أو مروءة.

كان الأولى بهذا النظام العالمي الجديد أن يبدأ حرباً ضد عصابات المافيا التي تعيث فساداً في العالم، أو ضد تجارة الاسترقاق والاستعباد في افريقيا والشرق، أو ضد تجارة الجنس الرخيص، أو ضد تجارة المخدرات التي حولت الإنسان إلى حيوان ناطق، وبمناسبة الحديث عن المخدرات، قبل ثلاث سنين، وفي أثناء زيارة عملية لامستردام عاصمةهولندا، كنت مع صديقين لي، فاستوقفت عربياً في احدى شوارعها الرئيسة، قلت له: نريد أن نتعرف على امستردام وأثارها، فإذا به يصيح بنا قائلاً ماذا تريدون من هولندا، هولندا لا يوجد بها شيء سوى "الجنس، والمخدرات، والكحول".

فاستغربت من اجابته هذه، فقلت له: ما حكاية المخدرات احدى ثلاثية هولندا؟ فقال لي مبتسماً بعد أن تأكد له بأننا كنا جادين في سؤالنا عن هولندا وأثارها، هنا في هولندا تزرع المخدرات على نطاق واسع، وبإقرار من حكومة هولندا.

قلت في نفسي: غريب هذا الأمر، كغرابة احوال الغرب، لماذا لا يعترف الغرب بذلك؟ ولماذا لا يعلن صراحة أن زراعة المخدرات وتجارتها يجيزها قانون احدى دول السوق الأوروبية المشتركة (هولندا)؟

ولكني أردفت قائلاً، هذا هو الغرب يجيز لنفسه ما لا يجيز للآخرين، أنه حالياً يتهاوى ويسقط ويتخبط في دياجير الجهل والظلام، برغم تقدمه العلمي والتكنولوجي.

عليكم أن تعرفوا حقيقة أن أمة العرب والإسلام ترى أن حرب أمريكا وحفائها ضد الإرهاب، حرب ضد الإسلام والمسلمين بأقنعة مختلفة،وهي ترى أنها مهددة في وجودها ولهذا قررت الدفاع عن نفسها، حتى وأن كان موقف أكثر الجهات المحافظة فيها مغايرة لهذا الموقف.

فكلما طردت الغزاة والمحتلين من الافرنج والتتار وغيرهما قديما، وعلى مر العصور وانتصرت عليهم، فهي قادرة على التغلب والانتصار على الغزاة الجدد.