Attachment | Size |
---|---|
مؤتمر الإبعاد من سياسة التطهير الجماعي إلى التهجير الفردي: نحو تعزيز مقاومة سياسة الإبعاد | 138.14 KB |
فكرة الاحتلال النفسي تطرح باستمرار ذاتها في جميع الحروب والنزاعات المسلحة كعمل مساند وداعم لفكرة الاحتلال بتمظهراته المادية, وذلك في اطار معركة الكسب على مختلف المستويات المؤازرة وهو ما يشكل اطارا مرجعيا لقادة الحروب للكسب وعلى مستوى الاستمرارية .وهو مايحيلنا للقول بأنه لايمكن صياغة فهم للسياسات الاسرائيلية المتبعة ضد الفلسطينيين بعيدا عما رآه نابليون بونابرت الذي لخص هذه الاستراتيجية بقوله (أن القوة المعنوية تساوي 70% من المجهود الحربي وتعد الـ25% الباقية -أي القوة المادية- بمثابة الرافعات ) . لاتختلف هنا مضامين العقوبات الاسرائيلية بنماذجها المتعددة عن هذا المحتوى ففي داخلها تحوي مضامين الانكسار النفسي للانسان الفلسطيني . وتعتبر سياسة الابعاد والترحيل أوالتطهير العرقي كنموذج عقوبات , آلية عمل جيدة تنسجم مع فكرة الامحاء المسبق للهوية الانسانية في تساؤلاتها عن اللاجدوى وانعدام المغزى الذي يشكل نمطا من التجربة . أهداف الهاجاناه والأرغون واشتيرن والبالماخ فيما يتعلق بفرص ممارسات العنف التي أدت لتهجير 750ألف فلسطيني, أثمرت بانتاج فلسطيني اللجوء والشتات بمواصفات هجينة, لاتصلح للإندماج المجتمعي الغريب بثقافته, أو لغته وهو ما خلق فرصة مؤاتية لنشوء الاغتراب النفسي الذي سيرسي دعائم الانشطارالانومي . في اطار حرب نفسية بعيدة المدى يمكن للابعاد والتهجير ان يرسم ملامح جديدة وغريبة للشخصية الانسانية تجعل صلته بالحاضر والماضي والمستقبل مشوشة في ارتباطها المكاني .ما ينجم عن ذلك من انهيارات سيكون المحدد لسمات المستقبل لهذه الجماعات . اذا امعنا النظر ببعض الاحصائيات ذات العلاقة بالتهجير, والابعاد في التاريخ الفلسطيني ,يمكننا ان نخلص إلى نتيجة غير متفائلة على مستوى التركيبة النفسية لعدد أولئك المبعدين, بسبب حالة الاغتراب النفسي التي يصارعها كل من أجلي قصرا عن ارضه او بيته أو وطنه .فعلى الرغم من قدم الظاهرة إلا أنها ارتبطت دائما بعدم الاحساس بالأمن والطمأنينة والانتماء وهو ما توفره صراعات الهجرة والاغتراب القسري .