العقبات التي واجهت قطاع الزراعة في فلسطين خلال الحرب العالمية الأولى

2478's picture
Year of Publication: 
2012
Authors: 
ameen abu baker
Current Affiliation: 
Department of History, Faculty of Humanities Najah National University Palestine
Preferred Abstract (Original): 

تعالج هذه الدراسة العقبات التي واجهت قطاع الزراعة في المقاطعات الفلسطينية الثلاثة عكا، ونابلس، والقدس، خلال فترة الحرب العالمية الأولى 1914-1918م، نظرا لما شهدته تلك الحقبة من تحولات، وتطورات اقتصادية، واجتماعية، وسياسية حتمتها مجموعة من العوامل الطبيعية، والبشرية التي أثرت في مسيرة تاريخها وفي مقدمتها حالة الاستنفارالعامة، وسوق الشبان القادرين على الخدمة العسكرية إلى ميادين القتال وما واكبها من تجميد للقوانين المدنية، وإعلان الاحكام العسكرية أو العرفية وكثافة الحشود العسكرية التي رابطت على أراضيها واتخاذها نقطة انطلاق لشن هجماتها على قناة السويس لقطع خطوط الاتصال بين بريطانيا ومستعمراتها في الشرق، ومآزرة الشعب المصري والسوداني في الثورة على الاستعمار البريطاني، ومشاغلة جيوش الحلفاء في جبهة جديدة للتخفيف عن جبهات القتال الأخرى، واعتمادها كخط دفاعي متقدم للدفاع عن الولايات الشامية في مواجهة الجيش البريطاني المتمركز في مصر، والمتحصن على الضفة الغربية لقناة السويس وما شهدته من عمليات عسكرية في مواجهة الجيش البريطاني الزاحف على أراضيها من مصر، وشارك فيها سلاح الطيران بفعالية لأول مرة في تاريخ فلسطين العسكري، إلى جانب بقية التشكيلات الأخرى البرية والبحرية التي انتهت بهزيمة الجيش العثماني ورحيل الحكم العثماني عنها رحيلا لا رجعة فيه، وسيطرة الجيش البريطاني إيذانا بدخول مرحلة جديدة وانتشار الأوبئة والأمراض الجارفة، والآفات المدمرة وغزوات أسراب الجراد وانحباس الأمطار عام 1916م، وتفشي المجاعة.

وجاء اختيارها ميدانا للدراسة والبحث بهدف تسليط الضوء على الخسائر التي مني بها قطاع الزراعة، مما أدى إلى انهياره بالكامل خلال فترة الحرب، وما ترتب عليها من نتائج وخيمة على صعيد ملكية الأراضي وتغلغل حركة الاستيطان في ظل الحكم العسكري، البريطاني وحكومة الانتداب، وذلك بعد حركة النمو الواعدة التي مر بها ابتداء منذ نهاية الحرب الأهلية عام 1860م التي اجتاحت معظم أقاليمها بعد رحيل الحكم المصري عن بلاد الشام عام 1840م ودفعت به إلى الحضيض، وألقت بظلالها على مسيرة المجتمع الفلسطيني، بتحولاتها الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية بصفته العمود الفقري للاقتصاد المحلي من ناحية، وإحدى الركائز المهمة في تعزيز المجهود الحربي ودعمه في جبهة قناة السويس، التي تحصن فيها الجيش البريطاني، وتحقيق الأمن الغذائي، والاجتماعي، للسكان من خلال ما يوفره من مواد تموينية، وصناعية، وحرفية، وخدمات في مجالات النقل والطاقة.

وقد تم الاعتماد في عرضها على مجموعة متنوعة من المصادر، الأولية المحلية، وغير المحلية، وفي مقدمتها سجلات المحاكم الشرعية الخاصة بكل من القدس، ونابلس، ويافا، وجنين، وحيفا، وعكا والصحف المعاصرة الصادرة في المقاطعات الثلاثة، والولايات العربية الأخرى، والمقابلات الشخصية، والجولات الميدانية، والمذكرات، والخرائط، والصور الجوية، إضافة إلى مجموعة من المراجع، والدراسات المتخصصة، وغير المتخصصة التي عالجت تاريخ فلسطين الاقتصادي، والاجتماعي أواخر العهد العثماني، والحكم العسكري البريطاني1917-1920م، وسلطات انتدابه1920-1948م.

وفي سبيل تتبع العقبات التي واجهت قطاع الزراعة، بشقيه النباتي والحيواني، والتعرف إلى مدى تأثيرها ودرجة فعالياتها، على بنيته الأساسية، وانعكاس ذلك على الحياة العامة، للمجتمع الفلسطيني يمكن تقسيمها حسب مستوياتها، ودرجة فعاليتها، والعوامل الفاعلة فيها إلى مجموعتين.

AttachmentSize
التي واجهت قطاع الزراعة في فلسطين خلال الحرب العالمية الأولى.docx12.62 KB