ناقَشَتْ هَذِهِ الدِّرَاسَةُ رِسَالَةً كَانَتْ قَدْ نُوقِشَتْ، وَنَالَ صَاحِبُهَا بِهَا دَرَجَةَ (الماجستير)، فِي اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ وَآدَابِهَا، وَتَبَيَّنَ أَنَّ الرِّسَالَةَ، بَادٍ، مُنْكَشِفٌ فِيهَا الفَسَادُ، وَالخَلَلُ، وَالضَّعْفُ، كَأَنَّهُ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ، وَعَلَى جَمِيعِ المُسْتَوَيَاتِ؛ العِلْمِيِّ المَعْرِفِيِّ، وَالمَنْهَجِ، وَالنَّقْلِ، وَالاقْتِبَاسِ، وَالتَّوْثِيقِ، وَاللُّغَةِ، وَعُنْوَانِ الرِّسَالَةِ، وَفُصُولِهَا، وَمَبَاحِثِهَا، وَنَتَائِجِهَا، وَمَسَارِدِهَا.
وَالمُدَقِّقُ فِي فُصُولِ الرِّسَالَةِ وَمَبَاحِثِهَا ذَاتِ الصِّلَةِ، وَفْقَ العُنْوَانِ، لاَ يَجِدُ فِي هَذِهِ الفُصُولِ إِلاَّ نَزْرًا يَسِيرًا، غَيْرَ نَافِعٍ، مِنَ الدَّرْسِ اللُّغَوِيِّ النَّحْوِيِّ المُقَارَنِ، لا يُعْطِي صُورَةً دَالَّةً عَلَى مُرَادِ الطَّالِبِ مِنَ العُنْوَانِ، بَلْ يُنْبِئُ عَنْ دَرْسٍ، لاَ قِيمَةَ لَهُ.
وَلَمْ يَكُنْ لِلطَّالِبِ فِيمَا فَعَلَ أَيُّ جُهْدٍ نَافِعٍ البَتَّةَ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ حُضُورٌ حُضُورَ البَاحِثِ المُنَقِّبِ، المُفَتِّشِ، المُعَلِّلِ، المُوَضِّحِ، المُفَسِّرِ، المُسْتَقْصِي. وَكَانَ قَبَّاسًا النُّصُوصَ، مُكْثِرًا مِنْهَا كَثْرَةً مُفْرِطَةً، مُحْتَرِفًا ضَلِيعًا فِي تَحْرِيفِهَا، وَتَشْوِيهِهَا.
وَلَو جَرَّدْتَ الرِّسَالَةَ مِنَ النُّصُوصِ المُقْتَبَسَةِ، وَقَدْ بَلَغَتْ مَا يُقَارِبُ أَرْبَعَمِائَةِ نَصٍّ، يَقْصُرُ بَعْضُهَا، فَيَبْلُغُ سَطْرًا، أَو بَعْضَ سَطْرٍ، وَيَطُولُ بَعْضُهَا الآخَرُ، فَيَبْلُغُ صَفْحَتَيْنِ. أَقُولُ: لَوقُمْتَ بِالتَّجْرِيدِ؛ لَحَزِنْتَ مِنْ أَجْلِ الطَّالِبِ، إِذْ لَمْ يَتَبَقَّ لَهُ مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ. أَضِفْ إِلَى هَذَا أَنَّهَا نُصُوصٌ صَمَّاءُ، خَلَتْ مِنْ كُلِّ مَا يَمُتُّ بِسَبَبٍ لِلبَحْثِ العِلْمِيِّ، مُحَرَّفَةٌ، مَنْقُولَةٌ نَقْلاً مُشَوَّهًا، كَثِيرُهَا مُوَثَّقٌ تَوْثِيقًا، غَيْرَ صَحِيحٍ.
Attachment | Size |
---|---|
-رسالة_0.doc | 367.5 KB |