هذهِ دراسةٌ قَصدَ فيها الباحثُ تلمُّسَ مظاهرَ من التّبايُنِ اللّهجيِّ فيما عيّنَهُ الفرّاءُ، وحكاهُ عن العربِ في كتابهِ (معاني القرآنِ)، وقد انتظمَها ثلاثةُ المُستوياتِ اللّغويّةِ: الصوتيِّ والصّرفيِّ والنحويِّ ، المتّسقةِ من قضايا في العربيّةِ مختلفةٍ مُتباينةٍ. وقد بيّنتِ الدّراسةُ أنَّ ما وردَ بيانُه من لهجاتٍ يُنبئُ من جهةٍ عن استثمارٍ واسعٍ، وعنايةٍ مُنكشفةٍ واضحةٍ بكلامِ العربِ، سَخّرَها الفراءُ للكشفِ عن معاني التنـزيلِ المُباركِ، وبناءِ أحكامِهِ وقواعدِهِ، ويُنبئُ من جهةٍ أخرى عن أنَّ هذهِ اللّهجاتِ لم تكنْ كُلّها ممّا يجوزُ أنْ تُُبنى عليهِ القواعدُ لدى الفرّاءِ، فطالمًا أنكرَ وردَّ بعضَها، ونعتَ بعضًا آخرَ منها بالخطأِ أو باللّحنِ.