لمّا كانَ كثيرٌ من مسائلِ اللغةِ وقضاياها على المستويينِ؛ الصوتيّ والصرفيِِّ قد فُسِّرَ في ضوءِ التعاقبِ، جاءَ هذا البحثُ ليكشفَ عن ذلكَ، ويُبيّنَ أثرَ هذه الظاهرةِ في اللغةِ. فألفى أنَّ التعاقبَ غيرُ عزيزٍ في كلامهمِ يدلُّ على سَعَةِ ما أُودِعَتْهُ هذه اللغةُ من وفْرَةٍ في بِناها وتنوُّعٍ في صيغِها المعبِّرةِ عن معانيها، وقدَّرَ أنَّ وراءَ ذلكَ أسبابًا منتاطةً بهِ؛ أهمُّها تداني مخارجِ الأصواتِ، وطلبُهم الأخفَّ منها، والغلطُ في نقلِ اللغةِ لاعتمادِهم الروايةَ، وتعدُّدُ لغاتِهم واختلاطُها.