دراسات في معاني القرآن للفراء

2314's picture
Publication Year: 
2010
Language: 
Arabic
Description: 
يُعَدُّ أَبُو زَكَرِيّا، يَحْيَى بنُ زِيادٍ الفَرّاءُ، المُتوفَّى سَنَةََ سَبْعٍ وَمِائَتَينِ لِلْهجرةِ (207هـ)؛ عَلَمًا من أعلامِ الدرسِ اللّغويِّ بِعَامَّةٍ، وَالكوفيِّ بِخَاصَّةٍ، وَيُعَدُّ كِتَابُهُ (مَعَانِي القُرْآنِ) مِنْ أَجَلِّ كُتُبِهِ، وَاْوْسَعِها، وَأَشْهَرِهَا، فَهُوَ وَاحِدٌ مِنْ أَرْبَعَةِ كُتُبٍ لَهُ وَصَلَتْ إِلَينَا ، وَيَكَادُ هَذَا الكِتَابُ، مِنْ بَيْنِهَا، يَسْتَوْعِبُ الأَعَمَّ الأَغْلَبَ مِنْ آرَائِهِ اللّغَوِيَّةِ، الّتِي، بِدَوْرِهَا، تُمَثِّلُ آرَاءَ أَصْحَابِهِ مِنْ نُحَاةِ الكُوفَةِ. وَقَدْ لَقِيَ هَذَا الكِتَابُ عِنَايَةً مِنْ أَهْلِ العَرَبِيَّةِ؛ قُدَامَى وَمُحْدَثِينَ، وَأَفَادُوا مِنْهُ، خِدْمَةً لِمَقَاصِدِهِم فِي أَبْحَاثِهِم وَدِرَاسَاتِهِم، وَفِي تَحْرِيرِ آرَاءِ نُحَاةِ المَذْهَبِ الكُوفِِيِّ، وَمُقَابَلَتِهَا بِآرَاءِ نُحَاةِ المَذْهَبِ البَصْرِيِّ. وَلَسْتُ مِمَّنْ يُبَالِغُ، أَوْ يَغْلُو، إِذَا قُلْتُ: إِنَّ كِتَابَ (مَعَانِي القُرْآنِ) كِتَابٌ عَظِيمُ النَّفْعِ وَالفَائِدَةِ غِِيْرِ المُنْقَطِعَةِ، شَأْنُهُ فِي ذَلِكَ شَأْنُ كَثِيرٍ مِن مَصَادِرِنَا التُرَاثِيَّةِ، الّتي تَتَّخِذُ مِنَ القُرْآنِ الكَرِيمِ مِحْوَرًا لِلْنَّظَرِ وَالدَّرْسِ، وَإِنَّ مَادَّتَهُ تَتَجَدَّدُ بِتَجَدُّدِ القَارِئِ، وَإِنَّ كُلَّ قِرَاءَةٍ لَتَكْشِفُ عَنْ شَيءٍ لَمْ يَكُنْ لِيَظْهَرَ قَبْلاً. وَصِلَتِي بِكِتَابِ (مَعَانِي القُرْآنِ) لِلفَرَّاءِ قَدِيمَةٌ، تَرْجِعُ إِلَى مَرْحَلَةِ (المَاجِسْتير)، إِذْ كَانَ بَحْثِي لِنَيلِ تِلْكَ الدَّرَجَةِ، عَامَ 1983م، بِعُنْوَانِ (فِي مَُصْطَلَحِ النَّحْوِ الكُوفِيِّ تَصْنِيفًا وَاخْتِلافًا وَاسْتِعْمَالاً)، ثُمَّ تَجَدَّدَتْ هَذِهِ الصِّلَةُ، مَرَّةً ثَانِيَةً، فِي مَرْحَلَةِ (الدّكتوراه) عَامَ 1995م، حِينَمَا نِلْتُ تِلْكَ الدَّرَجَةَ، وَكَانَ بَحْثِي بِعُنْوَانِ (الخِلافُ النَّحْوِيُّ الكُوفِيُّ)، وَهُمَا، كَمَا لا يَخْفَى، كَانَا قَدِ اعْتَمَدَا اعْتِمَادًا أَصِيلاً وَمِحْوَرِيًّا عَلَى هَذَا الكِتَابِ، ثُمَّ تَجَدَّدَتْ هَذِهِ الصِّلَةُ أُخْرَى، وَكَانَ بَاعِثُهَا الرَّئِيسُ بَعْضَ المَسَاقَاتِ الّتِي دَرَّسْتُهَا لِطَلَبَتِي، فِي كُلِّيَّةِ الدَّرَاسَاتِ العُلْيَا، فِي جَامِعَةِ النَّجَاحِ الوَطَنِيَّةِ، وَالَّتِي كَانَ الفَرَّاءُ، وَكِتَابُهُ (مَعَانِي القُرْآنِ)، الطَّرَفَ الرَّئِيسَ فِيهَا. وَهَكَذَا تَوَطَّدَتْ هَذِهِ الصِّلَةُ مَعَ الفَرَّاءِ مِنْ خِلالِ قِرَاءَاتٍ أُخْرَى عَدِيدَةٍ، لِـ (مَعَانِي القُرْآنِ) لَهُ، أَثْمَرَتْ عَدَدًا مِنَ الدِّرَاسَاتِ المُخْتَلِفَةِ المُتَنَوِّعَةِ، الَّتِي تَنَاوَلَتْ بِضْعًا مِنْ مَسَائِلَ فِي العَرَبِيَّةِ، كَشَفَتْ عَنْ بَعْضِ مَا لَدَى الفَرَّاءِ مِنْ فِكْرٍ لُغَوِيٍّ أَصِيلٍ. وَقَدْ جَعَلْتُ هَذِهِ الدِّرَاسَاتِ فِي خَمْسَةِ فُصُولٍ، وَفْقَ عَدَدِهَا. فَضَمَّ الفصْلُ الأَوَّلُ الدِّرَاسَةَ الأُولَى وَعُنْوَانُهَا (مَظَاهِرُ مِنَ التَّبَايُنِ اللَّهْجِيِّ فِي مَعَانِي القُرْآنِ لِلفَرَّاءِ). وَقَدْ قَصَدَتْ هَذِهِ الدِّرَاسَةٌُ تلمُّسَ مَظَاهِرَ مِنَ التَّبَايُنِ اللَّهْجِيِّ فِيمَا عَيّنَهُ الفَرَّاءُ، وَحَكَاهُ عَنِ العَرَبِ فِي كِتَابِهِ (مَعَانِي القُرْآنِ)، وَقَدِ انْتَظَمَهَا ثَلاثَةُ المُسْتَوَيَاتِ اللُّغَوِيَّةِ: الصَّوْتٍيِّ، وَالصَّرْفِيِّ وَالنَّحْوِيِّ، المُتَّسِقَةِ مِنْ قََضَايَا فِي العَرَبِيَّةِ مُخْتَلِفَةٍ مُتَبَايِنَةٍ. وَقَدْ بيَّنَتِ الدِّرَاسَةُ أَنَّ مَا وَرَدَ بَيَانُهُ مِنْ لَهْجَاتٍ يُنْبِئُ مِنْ جِهَةٍ عَنِ اسْتِثْمَارٍ وَاسِعٍ، وَعِنَايَةٍ مُنْكَشِفَةٍ وَاضِحَةٍ بِكَلامِ العَرَبِ، سَخَّرَهَا الفَرَّاءُ لِلْكَشْفِ عَنْ مَعَانِي التَّنْـزِيلِ المُبَارَكِ، وَبِنَاءِ أَحْكَامِهِ وَقَوَاعِدِهِ، وَيُنْبِئُ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى عَنْ أَنَّ هَذِهِ اللَّهْجَاتِ لَمْ تَكُنْ كُلُّهَا مِمَّا يَجُوزُ أَنْ تُُبْنَى عَلَيْهِ القَوَاعِدُ لَدَى الفَرََّاءِ، فَطَالَمَا أَنْكَرَ وَرَدَّ بَعْضَهَا، وَنَعَتَ بَعْضًا آخَرَ مِنْهَا بِالخَطَأِ أَوْ بِاللَّحْنِ. وَشَمَلَ الفَصْلُ الثَّانِي الدِّرَاسَةَ الثَّانِيَةَ وعُنْوَانُهَا (مَا تَعَدَّدَ فِيهِ النَّقْلُ عَنِ الفَرَّاءِ فِي ضَوْءِ مَعَانِي القُرْآنِ). وَقَدْ تَنَاوَلَتْ هَذِهِ الدِّرَاسَةُ بِالتَّحْقِيقِ وَالتَّوْثِيقِ، نُقُولَ النُّحَاةِ عَنِ الفَرَّاءِ. وَبَلْحَظُ دَارِسُ النَّحْوِ، وَالمُتَتَبِّعُ نُقُولَ النَّحْوِيِّينَ عَنْهُ، تَعَدُّدًا فِي النَّقْلِ عَنْهُ، وَاخْتِلافًا فِي نِسْبةِ الآرَاءِ النَّحْوِيَّةِ إِلَيْهِ، عَلَى الرَّغْمِ مِنْ وُجُودِ مَصْدَرٍ أَصَيلٍ، مِنْ مَصَادِرِهِ، بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، وَهُوَ كِتَابُهُ الكَبِيرُ (مَعَانِي القُرْآنِ)، يَكْشِفُ عَنْ مَوَاقِفِهِ، وَمَذَاهِبِهِ فِي كَثِيرٍ مَنَ المَسَائِلِ، وَيُوَضِّحُهَا بِجَلاءٍ، لا لَبْسَ فِيهِ، وَلا غُمُوضَ. وَقَدْ جَاءَتْ هّذِهِ الدِّرَاسَةُ لِتَكْشِفَ عَنْ هَذِهِ الظَّاهِرِةِ؛ عَنْ هَذَا التَّعَدُّدِ وَالاخْتِلافِ فِي النَّقْلِ عَنِ الفَرَّاءِ، مُتَّخِذَةً (مَعَانِي القُرْآنِ)، مَا أَمْكَنَ، مُسْتَنِدَةً؛ إِلَى تَحْقِيقِ القَوْلِ فِي مَا نُسِبَ إِلَى الفَرَّاءِ حَقًّا، وَنَفْيِ مَا نُسِبَ إِلَيْهِ، عَلَى جِهَةِ السَّهْوِ، أَوِ الغَلَطِ. وَكَشَفَتِ الدِّرَاسَةُ عَنِ الأَسْبَابِ الكَامِنَةِ وَرَاءَ هَذَا التَّعَدُّدِ وَالاخْتِلافِ فِي نُقُولِ النَّحْوِيِّينَ عَنِ الفَرَّاءِ، وَنِسْبَةِ الآرَاءِ إِلَيْهِ، وَبَيَّنَتْ أَنَّ مِنْهَا عَدَمَ اطِّلاعِ النُّحَاةِ؛ نَقَلَةِ المَذَاهِبِ عََلَى كُتُبِِهِ، وَهْيَ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ذَلِكَ، وَعَادُوا إِلَيْهَا، لَمَا وَجَدْنَا هَذَا الحَشْدَ الحَاشِدَ مِنَ الآرَاءِ النَّحْوِيَّةِ المَنْسُوبَةِ إِلَيْهِ، الَّتِي لَمْ يَقُلْ بِهَا البَتَّةَ، وَإِنَّمَا اكْتَفَى هَؤُلاءِ النَّقَلَةُ بِالأَخْذِ، بَعْضِهِمْ عَنْ بَعْضٍ، وَالرُّكُونِ إِلَى ذَلِكَ، حَتَّى غَدَا هَذَا النَّقْلُ أَمْرًا مُسَلَّمًا بِهِ عِنْدَ الكَثِيرِينَ، لا يَأْتِيهِ البَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، وَلا مِنْ خَلْفِهِ. وَكَانَ الفَصْلُ الثَّالِثُ لِلدِّرَاسَةِ الثَّالِثَةِ، وَعُنْوَانُهَا (الأَحْكَامُ المَبْنِيَّةُ عَلَى كَثْرَةِ الاسْتِعْمَالِ عِنْدَ الفَرَّاءِ فِي ضَوْءِ مَعَانِي القُرْآنِ) وَقَدْ سَعَتْ هّذِهِ الدِّرَاسَةُ إِلَى الوُقُوفِ عَلَى مَفْهُومِ كَثْرةِ الاسْتِِعْمَالِ عِنْدَ الفَرَّاءِ، مِنْ خِلالِ جَمْعِ مَا أَشَارَ إِلَيْه مِنْ ظَوَاهِرَ لُغَوِيَّةٍ أَخْضَعَهَا لِسُلْطَانِ الاسْتِعْمَالِ وَكَثْرَتِهِ، وَوَقَفَ عِنْدَهَا مُفَسِّرًا مُحَلّلاً، عِمَادُهُ ذَلِكَ السُّلْطَانُ؛ لِتَأْييدِ مَذْهَبِهِ، وَبِنَاءِ قَاعِدَتِهِ. وَبيَّنَتِ الدِّرَاسَةُ أَنَّ الفَرَّاءَ كَانَ سَبَّاقًا إِلَى الاعْتِرَافِ بِخُضُوعِ اللُّغَةِ لأَثَرِ الاسْتِعْمَالِ، وَدَوْرِهِ وَتَدَخُّلِهِ فِي تَوْجِيهِ مَا جَرَى عَلَى الأَلْسُنِ، وَكَثُرَ تَرَدُّدُهُ وَتَكْرَارُهُ فِي الكَلامِ؛ ذَلِكَ لأَنَّ مَا كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُ، وَوَضَحَ مَعْنَاهُ يَخِفُّ عَلَى الأَلْسُنِ، وَيَجُوزُ فِيهِ مَا لا يَجُوزُ فِي غَيْرِهِ. وَاحْتَوَى الفَصْلُ الرَّابِعُ َعَلَى الدِّرَاسَةِ الرَّابِعَةِ، الّتِي كَانَتْ بِعُنْوَانِ (الفَرَّاء وَالرَّسْم الإِمْلائِيّ)، وَقَدْ قَصَدَتْ إِلَى الكَشفِ عَنْ آرَاءِ الفَرَّاءِ فِي الإِمْلاءِ، وَجَمْعِهَا وَتَنْظِيمِهَا وَإِخْرَاجِهَا. كَمَا تَضَمَّنَتِ الدِّرَاسَةُ الآرَاءَ الإِمْلائِيّةَ الّتِي نُسِبَتْ لِلكُوفِيِّينَ عَامَّةً؛ لِكَونِ الفَرَّاءِ أَحَدَ أَئِمَّتِهِمُ الَّذِينَ انْبَنَى المَذْهَبُ الكُوفِيُّ عَلَى آرَائِهِمْ. وَقََدْ بَيَّنَتْ هّذِهِ الدِّرَاسَةُ أَنَّ لِلفَرَّاءِ رِوَايَاتٍ قَيِّمَةً عَنِ الإِمْلاءِ فِي العَرَبِيَّةِ، وَآرَاءً انْفَرَدَ بِهَا فِي الكِتَابَةِ، وَأَنَّ بَعْضَ هَذَا المُنْفَرِدِ، كَدَعْوَتِهِ إِلَى كِتَابَةِ المَقْصُورِ مِنْ ذَوَاتِ اليَاءِ بِالأَلِفِ، وَإِلْحَاحِهِ عَلَى رَسْمِ الهَمْزَةِ عَلَى أَلِفٍ فِي جَمِيعِ أَحْوَالِهَا، يَنْفَعُ دُعَاةَ تَيْسِيرِ إِمْلاءِ العَرَبِيَّةِ وَإِصْلاحِهِ، فِي سِيَاقِ بَحْثِهِمْ عَنْ مَخَارِجَ تُخْرِجُهُمْ مِنْ مَشَاكِلِ كِتَابَةِ العَرَبِيَّةِ وَمَزَالِقِهَا. وَأَخِيرًا ضَمَّ الفَصْلُ الخَامِسُ الدِّرَاسَةَ الخَامِسَةَ وَعُنْوَانُهَا (أَثَر التَّوَهُّمِ فِي بِنَاءِ القَاعِدَةِ عِنَدَ الفَرَّاءِ)، وبَيَّنَتْ هّذِهِ الدِّرَاسَةُ أَنَّ الفَرَّاءَ اعْتَمَدَ التَّوَهُّمَ فِي تَوْجِيهِ مَظَاهِرَ لُغَوِيَّةٍ وَتَعْلِيلِهَا، وَأَفْرَطَ فِي هَذَا الاعْتِمَادِ. وَقَدْ شَكَّلَ تَآلُفُ مَوَاضِعِ التَّوَهُّمِ عِنْدَهُ وَحْدَةً مُتَكَامِلَةً تُفْصِحُ عَنْ مُرَادٍ مَقْصُودٍ، وَتُنْبِئُ عَنْ مَذْهَبٍ في التَّعْلِيلِ وَالتَّفْسِيرِ، يَتْرُكُ الظَّاهِرَ إِلَى الأَخْذِ بِالظَّنِّ. وَمِمَّا ينْبَغِي التَّنْوِيهُ إِلَيهِ أَنَّ عددًا منَ النُّصوصِ المُستشهدِ بها قد يتكرَّرُ في غَيْرِ فصلٍ، أو مُباحثةٍ؛ ولا بأسَ في ذلكَ؛ ذلِكَ لأَنَّ الفرّاءَ يُوظِّفَ الظَّاهِرَةَ نَفْسَهَا فَي غيرِ مَوْطِنٍ. هّذِهِ هِيَ الدِّرَاسَاتُ الّتِي انْبَنَى مِنْهَا هَذَا الكِتَابُ، وَهْيَ ـ لا شَكَّ ـ غَيْضٌ مِنْ فَيْضٍ، مِمَّا يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ (مَعَانِي القُرْآنِ) مِنْ بُحُوثٍ لُغَوِيَّةٍ. فَإِنْ أَكُنْ وُفِّقْتُ فِي جَلْوِهَا وَالكَشْفِ عَنْهَا، فَذَلِكَ تَوْفِيقٌ مِنَ اللهِ ـ جَلَّ وَعَلا ـ وَإلاّ فَالكَمَالُ لَهُ وَحْدَهُ، عَزَّ وَجَلَّ. وَهّذَا بَيَانٌ بِهَذِهِ الدِّرَاسَاتِ وَفْقَ تَسَلْسُلِهَا الآنِفِ.
AttachmentSize
دراسات في معاني القرآن للفراء2.12 MB