An-Najah Staff

لَمَّا كَانَ مِنْ أَهْدَافِ وِزَارَةِ التَّرْبِيَةِ وَالتَّعْلِيمِ تَطْوِيرُ مَنَاهِجِهَا التَّعْلِيمِيَّةِ، وَفْقَ أُسُسٍ مُحَدَّدَةٍ رَأَتْهَا، وَلَمَّا عَمَدَتْ إِلَى إِشْرَاكِ" قِطَاعٍ وَاسِعٍ مِنَ التَّرْبَوِيِّينَ وَالمُؤَلّفِينَ مِنْ مُعْظَمِ قِطَاعَاتِ المُجْتَمَعِ"؛ لِتَنْفِيذِ هَذَا المَشْرُوعِ؛ كَانَ مِنَ المُؤَمَّلِ مِنَ مِنْهَاجِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ, المُعَدِّ لِلصُّفُوفِ فِي مُخْتَلَفِ مَرَاحِلِهَا، أَنْ يَخْرُجَ، وَيُخْرَجَ, مُسْتَوْفِيًا لِشُرُوطِ التَّأْلِيفِ، وَلا سِيَّمَا أَنَّهُ سَيَكُونُ بَيْنَ أَيْدِي النَّاشِئَةِ مِنْ أَبْنَائِنَا، فَمِنْهُ يَتَعَلَّمُونَ ، وَبِهِ يَقْتَدُونَ.وَلِكَنَّ النَّاظِرَ نَظْرَةً عَجْلَى، بَلْهَ النَّظْرَةَ المُتَأَنِّيَةَ المُتَلَبِّثَةَ، فِي هَذَا المِنْهَاجِ يَفْجَؤُهُ، بَلْ يَحْزُنُهُ, تِلْكُمُ المُفَارَقَاتُ العَجِيبَةُ، وَالأَخْطَاءُ الكَثِيرَةُ, الَّتِي يَحْفَلُ بِهَا هَذَا المِنْهَاجُ.وَالمُحْزِنُ أَنَّ هَذِهَ الأَخْطَاءَ, أَوِ المُفَارَقَاتِ, لَيْسَتْ مِنْ نَمَطٍ وَاحِدٍ؛ لِيُعْتَذَرَ مِنْها, أَوْ لَهَا, وَإِنَّمَا هِيَ أَنْمَاطٌ شَتَّى, وَطُرُزٌ مُخْتَلِفَةٌ, تُنْبِئُ عَنْ خَلَلٍ جَلَلٍ, كَانَ يَنْبَغِي أَلاّ يَكُونَ, مَعَ تَوَافُرِ هَذَا الحَشْدِ الحَاشِدِ من الأكَّادِيمِيِّنَ, وَالفَنِّيِّينَ, المُشَارِكِينَ فِي إِنْجَازِ هَذَا المِنْهَاجِ.وَقْدْ جَاءَتْ هَذِهِ الدِّرَاسَةُ؛ لِتَكْشِفَ عَنْ ذَلِكَ, وَتَقِفَ عَلَى مَوَاطِنِ الضَّعْفِ؛ أَجْلَ النُّهُوضِ بِهَذَا المِنْهَاجِ؛ وَتَطْوِيرِهِ.وَلَنْ يَكُونَ فِي مَقْدُورِ هَذِهِ الدِّرَاسَةِ أَنْ تُفَتِّشَ فِي كُتُبِ مِنْهَاجِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ كُلِّهِ, وَلا فِي قَضَايَا العَرَبِيَّةِ المَبْثُوثَةِ فِيهَا كُلِّهَا؛ فَذَلِكُ أَمْرٌ يَحْتَاجُ إِلَى فَرِيقٍ عَدِيدُهُ كَثِيرٌ, كَثْرَةَ الفَرِيقِ الَّذِي أَعَدَّ كِتَابَ ( لُغَتُنَا الجَمِيلَةُ 1 الجُزْءُ الأَوَّلُ ).وَسَتَنْظُرُ هَذِهِ الدِّرَاسةُ فِيِّ عَيِّنَاتٍ مِن كُتُبِ هَذَا المِنْهَاجِ المُقَرَّرِ لِصُفُوفِ المَرْحَلَةِ الأَسَاسِيَّةِ, وَتُنَاقِشُ جُمْلَةً مِنَ المَسَائِلِ , المُتَّصِلَةِ بِالتَّقْعِيدِ, وَالتَّنَاقُضِ, وَالمَنْهَجِ, وَالنَّحْوِ, والصَّرْفِ, وَعَلامَاتِ التَّرْقِيمِ, وَالمُصْطَلحِ, وَالإِمْلاءِ, وَالضَّبْطِ, وَإِِعْرَابِ أَوَاخِرِ كَلِمَاتِ تَرَاكِيبِ النَّصِّ, وَغَيْرِ ذَلِكَ.أحْصَيتُ الأَسْمَاءَ المُثْبَتَةَ عَلَى الوَرَقَةِ الأُولَى بِوَجْهَيْهَا, وَظَهِرِ الوَرَقَةِ الأَخِيرَةِ مِنْ هَذَا الجُزْءِ فَأَلْفَيْتُهُم أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ وَمِائَةَ اسْمٍ. وَمِمَّا كُتِبَ فِي رَأْسِ ظَهْرِ الوَرَقَةِ الأَخِيرَةِ: " المُشَارِكُونَ فِي إِنْجَازِ هَذَا العَمَلِ".