المؤتمر الدولي الخامس لقسم اللغة العربية وآدابها ‏

2314's picture
Research Title: 
اللغة العربية في منهاج السلطة الوطنية الفلسطينيّة قراءة فِي كتب (المطالعة والنصوص)‏
Authors: 
حمدي الجبالي
Country: 
الأردن
Date: 
Mon, 2012-10-15
AttachmentSize
اللغة العربية في منهاج السلطة الوطنية الفلسطينيّة قراءة فِي كتب (المطالعة والنصوص)‏393.63 KB
Research Abstract: 

سَعَتْ وِزَارَةُ التَّرْبِيَةِ وَالتَّعْلِيمِ العَالِي، فِي السُّلْطَةِ الوَطَنِيَّةِ الفِلَسْطِينِيَّةِ، مُنْذُ أَنْ نَشَأَتْ، إِلَى وَضْعِ مِنْهَاجٍ يُعَلِّمُ التَّلامِيذَ اللُّغَةَ العَرَبِيَّةَ، فِي مَدَارِسِهَا، فِي مُخْتَلِفِ الصُّفُوفِ، مِنَ الصَّفِّ الأَوَّلِ إِلَى الصَّفِّ الثَّانِيَ عَشَرَ. فَأُلِّفَتْ أَجْلَ هَذِهِ الغَايَةِ كُتُبٌ فِي اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ، حَمَلَتْ عُنْوَانَاتٍ مُخْتَلِفَةً. فَكَانَ لِلصُّفُوفِ؛ الأَوَّلِ إِلَى السَّابِعِ، كِتَابٌ وَاحِدٌ، عُنْوَانُهُ ( لُغَتُنَا الجَمِيلَةُ )، وَلِلصُّفُوفِ؛ الثَّامِنِ إِلَى العَاشِرِ، كِتَابَانِ، عُنْوَانُ أَحَدِهِمَا ( العُلُومُ اللُّغَوِيَّةُ )، وَعُنْوَانُ ثَانِيهِمَا ( المُطَالَعَةُ وَالنُّصُوصُ )، وَلِلصَّفَّيْنِ؛ الحَادِي عَشَرَ وَالثَّانِيَ عَشَرَ، كِتَابَانِ، عُنْوَانُ أَحَدِهِمَا ( اللُّغَةُ العَرَبِيَّةُ العُلُومُ اللُّغَوِيَّةُ )، وَعُنْوَانُ ثَانِيهِمَا ( اللُّغَةُ العَرَبِيَّةُ المُطَالَعَةُ وَالأَدَبُ وَالنَّقْدُ ).

وَقَدْ حَفَلَتْ هَذِهِ الكُتُبُ بِمَوَادَّ مُخْتَلِفَةٍ، قَدَّرَ القَائِمُونُ عَلَيْهَا، أَنَّهَا تُرَاعِي "الخُصُوصِيَّةَ الفِلَسْطِينِيَّةَ؛ لِتَحْقِيقِ طُمُوحَاتِ الشَّعْبِ الفِلَسْطِينِيِّ، حَتَّى يَأْخُذَ مَكَانَهُ بَيْنَ الشُّعُوبِ"([1])، وَأَنَّهَا تُقَدِّمُ لِلجِيلِ النَّاشِئِ، مِنْ أَبْنَاءِ فِلَسْطِينَ، اللُّغَةَ العَربِيَّةَ، بِصِفَتِهَا رَمْزَ الهُوِيَّةِ الفِلَسْطِينِيَّةِ العَرَبِيَّةِ، وَعُنْوَانَ تَحْقِيقِ هَذِهِ الهُوِيَّةِ، وَاِلْحِفَاظِ عَلَيْهَا؛ لِبِنَاءِ " جِيْلٍ مُتَعَلِّمٍ قَادِرٍ عَلَى التَّعَامُلِ بِشَكْلٍ إِيجَابِيٍّ مَعَ مُتَطَلَّبَاتِ الحَيَاةِ"([2])

وَجَاءَتْ هَذِهِ الدِّرَاسَةُ؛ لإِبْرَازِ دَوْرِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ، فِي التَّأْكِيدِ عَلَى عَرَاقَتِهَا، وَعَلَى دَوْرِهَا التَّرْبَوِيِّ، فِي تَثْبِيتِ هُوِيَّةِ أَبْنَائِهَا، مِنْ خِلالِ النَّظَرِ إِلَى وَاقِعِ هَذِهِ اللُّغَةِ، كَمَا يَبْدُو فِي الكُتُبِ المُقَرَّرَةِ لِتَعْلِيمِِهَا، فِي مِنْهَاجِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ الفِلَسْطِينِيِّ.

اوَلَيْسَ فِي مَقْدُورِ هَذِهِ الدِّرَاسَةِ أَنْ تَنْظُرَ إِلَى هَذَا الوَاقِعِ، وَتُفَتِّشَ عَنْهُ، فِي كُتُبِ المِنْهَاجِ كُلِّهِ, فَذَلِكَ أَمْرٌ مُتَعَذِّرٌ فِي مِثْلِ هَذَا النَّوْعِ مِنَ الدِّرَاسَاتِ؛ لِذَا اخْتَارَتْ كُتُبَ المُطَالَعَةِ وَالنُّصُوصِ، المُعَدَّةَ لِتَعْلِيمِ الصُّفُوفِ؛ الثَّامِنِ إِلَى العَاشِرِ؛ لانْبِنَاءِ مُحْتَوَاهَا مِنْ نُصوُصٍ، تُمَثِّلُ هَذِهِ اللُّغَةَ الَّتِي تَمْتَدُّ فِي الزَّمَانِ طَوِيلاً؛ ذَلِكَ أَنَّنِي أَرَى أَنَّ قِرَاءَةَ النَّصِّ قِرَاءَةً وَاعِيَةً، مُمْعِنَةً، وَسِيلَةٌ دَالَّةٌ، غَيْرُ مَنْكُورٍ فَضْلُهَا، وَصَدَاهَا، لَدَى أَبْنَاءِ الأُمَّةِ، الغُيُرِ عَلَى لُغَتِهِمْ، وَتَعَلُّمِهَا أَدَاءً؛ نُطْقًا وَكِتَابَةً، الحَرِيصِينَ عَلَى الذَّوْدِ عَنْهَا، وَالأَخْذِ بِأَسْبَابِ قُوَّتِهَا، أَجْلَ أَنْ يَعُودَ إِلَيْهَا دَوْرُهَا الثَّابِتُ بِفَضْلِ القُرْآنِ، دَوْرُهُا الَّذِي لا يُنْكِرُهُ إِلاَّ جَاهِلٌ، أَو عَاقٌّ، دَوْرُهَا الرَّائِدُ فِي الحِفَاظِ عَلَى تُرَاثِ هَذِهِ الأُمَّةِ، وَهُوِيَّتِهَا، وَثَقَافَتِهَا.


( [1] ) يُنْظِرُ: التَّمْهِيد لِكِتَابِ اللُّغَة العَرَبِيَّة العُلُوم اللُّغَوِيَّة 2/11.

[2]  ) يُنْظَرُ: التَّقْدِيم لِكِتَابِ العُلُوم اللُّغَوِيَّة 2/9.