تعد ظاهرة الحذف في أشعار سميح القاسم، لمن يتابع أعماله في طبعاتها المتعددة، أمراً لافتاً، شأنه في ذلك شأن محمود درويش. وإذا كان النقاد التفتوا إلى هذه الظاهرة، لأنها بدت بارزة، في أشعار الأخير، فإنهم لم يلتفتوا إليها، إلا التفاتاً عابراً، لدى سميح القاسم ( انظر: دراستي محمود درويش: حذف البدايات وقصائد أخرى، مجلة مجمع اللغة العربية، فلسطين، ع2، 2000). ولا أظن أن هناك دراسة واحدة مفصلة أتت على هذه الظاهرة لدى سميح، علماً بأن مجموعاته الأولى صدرت في غير طبعة، عدا أنه أشرف شخصياً على طبعة الأعمال الكاملة التي صدرت في العام 1992 عن دار الجيل ودار الهدى، وخلت من قصائد عديدة ظهرت في مجموعاته في طبعاتها الأولى ( انظر كتابي، أدب المقاومة، غزة، 1998، ص111-123 ).