وأنا أحاضر الطلبة، في مساق الأدب الفلسطيني، ستشتعل الفكرة، من جديد، في ذهني. أن أكتب عن الشحاذ الهودي والشحاذ الفلسطيني في الأدب – تحديداً في نماذج من الأدبين الألماني والفلسطيني. كنت أحاضر عن القصة الفلسطينية القصيرة، وأقرأ مع الطلبة قصة نجاتي صدقي " شمعون بوزاجلو "، واسأل الطلبة عن صورة اليهودي فيها. وسألتهم إن كانوا قرأوا شيئاً عن صورة اليهودي في الآداب العالمية، وذكرت لهم مسرحية الكاتب العالمي ( شكسبير ): " تاجر البندقية "، وتحدثت لهم عن ( شايلوك ) الشخصية اليهودية المحورية فيها، وعن علاقته بالمسيحي ( أنطونيو )، وما آلت إليه، وإصرار ( شايلوك ) على تنفيذ شروط العقد
وربما التفت الطلاب إلى ما قمت به، وتساءلوا. استخرجت ورقة من جيب قميصي، ودونت الفكرة، خوفاً من أن تغيب عن ذهني – هكذا أفعل دائماً حين تخطر لي فكرة، في أي مكان أكون -، وأخذت، فيما بعد، أقلب الأمر في ذهني. ربما استحق الموضوع دراسة، بخاصة أنني قرأت غير نص أدبي أتى فيها أصحابها – أي النصوص – على تصوير يهودي شحاذ أو فلسطيني شحاذ، بالألمانية أو بالعربية.