An-Najah Staff

في مقدمته لكتابه "في الأدب الصهيوني" (1966) يرى غسان كنفاني أن الحركة الصهيونية قاتلت بسلاح الأدب قتالاً لا يوازيه إلا قتالها بالسلاح السياسي. وأن الأدب الصهيوني كان "جزءاً لا يتجزأ ولا غنى عنه استخدمته الصهيونية السياسية على أوسع نطاق ليس فقط لخدمة حملاتها الدعاوية، ولكن أيضاً لخدمة حملاتها السياسية والعسكرية" (الآثار الكاملة، 467) ويذهب إلى "أن الصهيونية الأدبية سبقت الصهيونية السياسية، وما لبثت أن استولدتها وقامت الصهيونية السياسية بعد ذلك بتجنيد الأدب في مخططاتها ليلعب الدور المرسوم له في تلك الآلة الضخمة التي نظمت لتخدم هدفاً واحداً (467).
في العام 1968 "ترجم (مئير حداد) رواية (بنيامين زئيف (ثيودور) هرتسل) "أرض قديمة – جديدة" إلى اللغة العربية وقد صدرت الترجمة من قبل المجلس الأعلى للآداب والفنون التابع لوزارة المعارف والثقافة / تل أبيب، عن دار النشر العربي.
قدم للترجمة (ميخائيل آساف) وقال إنه يقدم الرواية إلى قراء العربية "لكي يطلعوا على النوايا الحقيقية التي كان يضمرها كبير زعماء الصهيونيين تجاه سكان فلسطين العرب".
ولم يكتف المترجم والناشر بنقل النص كما صدر في طبعته الألمانية، فقد زينا الترجمة العربية بصور عديدة برزت في ثلاثة وثلاثين موضعاً من طبعة الترجمة العربية، بعض هذه الصور يعود إلى فترات زمنية قبل قيام دولة إسرائيل، بل وقبل بدء النشاط الصهيوني فيها، وبعضها يعود إلى زمن بدء النشاط الصهيوني، وآخر إلى ما بعد قيام دولة إسرائيل.
نشرت رواية هرتسل بالألمانية في العام 1903، وما بين زمن كتابتها وزمن نشر الترجمة العربية خمسة وستون عاما حفلت بأحداث جسام أبرزها قيام دولة إسرائيل (1948) وتحول الشعب الفلسطيني إلى لاجئين، وسيرفع عرب فلسطين في العقود الأخيرة، في الخامس عشر من أيار، ذكرى النكبة، نكبة الشعب الفلسطيني، وذكرى الاستقلال، استقلال الدولة العبرية / إسرائيل، الشعار التالي "ذكرى استقلالهم، ذكرى نكبتنا / يوم استقلالهم يوم نكبتنا".