الوسطية بين التبرير والتكفير

2117's picture
Year of Publication: 
2012
Authors: 
محمد حافظ الشريدة
Current Affiliation: 
قسم أصول الدين، كلية الشريعة، جامعة النجاح الوطنية
Preferred Abstract (Original): 

فإن الوسطية، كلمةٌ الكُل يرددها ويدندن حولها ويزعم أنه يعيها ويعمل بمفهومها ويطبق واقعها، فالكل يزعم ولابد من دليل ﴿ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾ لأن الدعاوي سهلة فهي مجرد قول ولو تُرك الناس هكذا كل يدعي دعوى ويتقول قولاً هو فيه كاذب لاختلطت الأمور واتسعت الشرور وادعى الخَلِّي حِرْفَة الشّجي والغبي مرتبة الذكي، ولقد ذم الله تعالى أقواما ادعوا بألسنتهم دون ما فعل أو تطبيق فقال تعالى ذاماً لهم ومنكراً عليهم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ ﴾

وكل يدعي وصلا بليلى      وليلى لا تقر لهم بذاكا

ومن هذا القبيل ما نسمعه من كثير من الجماعات التي تنتسب إلى الإسلام وتدعي الوسطية في المنهج وأنها الرائدة في منهج الوسطية والمثل الأعلى في ذلك...وأنها وأنها,, فإذا ما نظرت إلى منهجها فإذا به ابعد المناهج عن دين الله فضلاً عن أن يكون هو الوسطية التي أمر الله بها ووسم بها الأمة، وحاشا لله، وقد صار هذا الأمر معضلاً عند كثير من الناس لا سيما العوام وعامة الناس الذين تنطلي عليهم الشُّبه ولا يميزون بين النَّقير والقطمير فيركبون كل دعوة بلا تكلف أو بحث، وهذا هو الذي حدا بنا إلى محاولة الكتابة في هذا الموضوع، الذي تخبط فيه كثير من الناس وضربوا فيه بأعطانهم كلٌ على حسب ما يميل إليه من الفِرقة التي ينتسب إليها ويدعو الناس إلى نهجها،,, وموافقة الحق إذا لم يكن ثمَّة تجرد له وإخلاص نية لله تعالى فإن العمل يكون في سبيل الشيطان ولا يجني العبد الا الحسرة والندامة, فحق لنا ان نعلم الوسطية السمحة , فدين الله غال والحق عزيز , ولا بد للحق من وعاء عظيم يلق بعظمة الحق , فالوسطية ليست شعارا ً يقال باللسان وانما هي منهاج حياة.

AttachmentSize
الوسطية بين التبرير والتكفير970.96 KB