الداعية الاسلامي الناجح

2117's picture
Preferred Abstract (Original): 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيد المرسلين, سيدنا محمد بن عبد الله, وعلى آله وصحبة ومن والاه, سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم.

أما بعد:

فإن الله عز وجل خلق الخلق ولم يتركهم هملا, وإنما خلقهم ليعبدوه, وبالألوهية يفردوه, قال الله تعالى: " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ " , ومن أجل ذلك أرسل إليهم رسلا, وأنزل إليهم كتبا, أرسلهم مبشرين ومنذرين, ليدلوا الخلق على الحق وعلى الطريق المستقيم , يبشروا من أطاع واتقى, وينذروا من عصى وبغى, قال الله تعالى:" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (46) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيرًا (47) وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً(48) ".

 

فكان أول رسل الله إلى أرضه نوح عليه السلام, لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما, يدعوهم دون كلل أو ملل, واصلاً الليل بالنهار, كما أخبر عنه تعالى في كتابه العزيز : "قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا (9) فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا "

وهكذا كل الأنبياء والمرسلين, دعَوْا أقوامهم, وأمروا بالمعروف ونهوْا عن المنكر, ونصحوا أقوامهم إلى أن جاء آخر الأنبياء والمرسلين, أشرف الناس قلبا وقالبا, أول شافع ومشفَّع, من بيده لواء الحمد, بلغ رسالة ربه, وأدى الأمانة, ونصح الأمة, وكشف الله به الغمة, وتركها على المحجة البيضاء, ليلها كنهارها, لا يزيغ عنها إلا هالك, فكان آخر الأنبياء والمرسلين, ومن كمل به الدين, وتم به البناء القويم, قال الله تعالى : " مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمً" وشاء الله عز وجل أن نكون من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - آخر الأمم زماناً وخيرها منزلة ومكانة , تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر, لأنه لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم, وقد أمرنا بالنصيحة حيث قال  - صلى الله عليه وسلم - :" مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ"

ومن النصيحة وعملاً بها؛ أقدم لك - أخي القارئ - هذا البحث بعنوان "صفات القائمين بالنصيحة".

مشكلة البحث

تدور مشكلة البحث حول تدني مهارات القائمين بالنصيحة في بعض الأوقات, وغيابها في أوقات أخرى في زماننا هذا, والذي يؤدي بدوره إلى ضعف استجابة الشخص المدعو من قبل الداعية القائم بالنصيحة .

أهداف البحث

1-  تبصير القائمين بالنصيحة بالمعايير والصفات المطلوبة في أثناء النصيحة.

2-  أن يراجع كثير من القائمين بالنصيحة أنفسهم, ويُقوِّموا مسارهم نحو الهدف المطلوب ضمن الأطر الصحيحة المؤدية إليه.

3-  أن تعم الفائدة بإذن الله عز وجل فيزداد الخير, وندعو إلى الله عز وجل على بصيرة وعلم.

أهمية البحث

1-  أن هذا البحث يعالج مشكلة واقعية في حياة الكثير من الناس.

2-  أن هذا البحث ذكر صفات القائمين بالنصيحة دون إطالة مملة أو تقصير مخل, بحيث يسهل على الجميع قراءته والاستفادة منه.


AttachmentSize
الداعية الاسلامي الناجح15.92 MB