مؤتمر فلسطين : أسباب الإحتلال وعوامل الإنتصار

2117's picture
Research Title: 
مكانة الأقصى والقدس وفلسطين الدينية
Authors: 
محمد حافظ الشريدة
Country: 
فلسطين
AttachmentSize
مكانة الأقصى والقدس وفلسطين الدينية874.71 KB
Research Abstract: 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم النبيين سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع هديه إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد:

قال الله تبارك وتعالى "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ "

القدس وأرض فلسطين لها مكانة دينية عظيمة في قلوب المؤمنين في كافة الشرائع، ونحن المسلمين نعتقد اعتقادا جازماً بأن القدس وما حولها من فلسطين وبلاد الشام أرض مباركة مقدسة بنص قرآني ثابت إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

فالقدس إسلامية وهي قلب الأمة العربية الإسلامية بوصلتها في كل حين، لكن الأيام دول، فقد تأخر المسلمون، وتغلب اليهود عليهم، فاستولوا على مدينة القلوب.

إن الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية يهدف بالأساس فضلاً عن انتزاع الأرض        من أصحابها الشرعيين، إلى منع إقامة دولة فلسطينية مستقلة، عبر تقطيعها وجعلها جزراً منعزلة لا صلة بينها. وقد اتبعت إسرائيل في مصادرة الأراضي عدة طرق خبيثة منها مع اعتمد على قوانين تركية وبريطانية وأردنية، ومنها ما تم من خلال سن قوانين عسكرية بشأنه.

وقد تم توسيع الاستيطان على أراض القدس من خلال فتح طرق بغية ربط المغتصبات ببعضها، فقد استولت سلطات الاحتلال على مساحات واسعة من الأراضي وقد طرح في القضاء الإسرائيلي قرار، يقضي بتطبيق أملاك الغائبين على الممتلكات والعقارات المملوكة للفلسطينيين في القدس الشرقية، وإذا ما جعل هذا القرار نافذاً فإن الحكومة الإسرائيلية ستمتلك اليد الطولى في بيع أو تأجير أو نقل أي عقار فلسطيني واقع في القدس الشرقية. ومن أشكال الاستيطان كذلك ما يسمى بجدار الضم التوسعي العنصري، وأيضا هنالك خطط تطويرية توسعية للعديد من المغتصبات المحيطة بالقدس ومحاولة جعل القدس عاصمة لإسرائيل ومركز للشعب اليهودي ومدينة مقدسة للأديان السماوية كلها كما وهناك قرارات حكومية من أجل المحافظة على التوازن الديمغرافي في القدس 30% عرب، 70% يهود. ومحطات اليهود واعتداءاتهم التي حاولت من خلالها تهويد القدس وهدم الأقصى كثرت وتمثلت بحفريات كثيرة وأنفاق تحت مناطق متعددة في القدس الشرقية، وبناء متاحف وكنيس يهودي وحتى هدم أماكن أبرزها طريق المغاربة بهدف تسهيل عملية الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى وأيضاً ومحاولتهم التي نجحت وللأسف في تهويد الحارات المحيطة في المسجد الأقصى وهذه الإعدادات متواصلة ولم تتوقف بشتى وسائلها الخبيثة.

ويمكننا أن ندافع عن القدس من خلال كثير من الأعمال المثمرة الصالحة، كتزويد أنفسنا وأطفالنا بالمعلومات  والحقائق عن القدس وما تتعرض له من أخطار، وإدخال هذه المعلومات في مناهجنا الدراسية، والاهتمام بها بوضع قسم خاص بالقدس في مكتباتنا وغيرها الكثير.

إن قضية القدس والمسجد الأقصى المبارك هي قضية كل مسلم، وهي أمانة في أعناقنا، فلنبذل في سبيل ذلك ما نستطيع، الله معنا ولن يردنا خائبين بإذنه تعالى.

وإن استقام المسلمون على أوامر ربهم فسيكون النصر والفوز بإذنه الله، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار بعز عزيز أو بذل ذليل، عز يعز الله به الإسلام، وذل يذل به الكفر".