مستقبل التراث الشعبي الفلسطيني في ضوء المستجدات

yahyaj's picture
Year: 
2009

مستقبل التراث الشعبي الفلسطيني في ضوء المستجدات

 

أ.د. يحيى جبر      أ. عبير حمد

 

يهدف هذا البحث إلى استعراض جوانب شتى من واقع التراث الشعبي الفلسطيني، ورصد ما طرأ عليه في القرن الماضي، تحديدا، جراء عدة عوامل باتت تتهدد مستقبله، وجدير بالذكر أن هذا التراث لم يكن في ذلك بدعا دون غيره، فقد اعترى التراث الشعبي على امتداد الوطن العربي مثل ما اعتراه، ولم يسلم من آثار تلك العوامل تراث الشعوب على مدار العالم بأسره، ذلك أنها لم تتوقف عند تراث بعينه، لأنها تتصل بالمستجدات الحضارية التي شهدها العالم وما يزال.

 

أولا: العوامل العامة

        سنتحدث في هذا البحث عن عاملين امتدا بآثارهما السلبية على التراث الشعبي في بقاع العالم، ولكن بنسب تتفاوت من بلد لآخر بقدر ما تتمتع به من المناعة والحصانة، أو المقاومة الحضارية، وبقدر انزياحها عن مناطق التفاعل وبؤر الصراع الحضاريين،إذ نجد أهل البوادي والمناطق البدائية أكثر أصالة وتمسكا بموروثاتهم؛ لأنهم يعيشون في مناطق معزولة عن التأثيرات الخارجية. والعاملان المقصودان هما: المستجدات الحضارية، والانفتاح غير المنظم على الآخر.

1_ المستجدات الحضارية

        لم يسجل التاريخ تواترا في المستجدات الحضارية، وتنوعا، يحاكي ما شهده العالم ابتداء من أواخر القرن التاسع عشر إلى اليوم، وما تزال وتيرة هذه المستجدات في تصاعد مستمر؛ على شكل متوالية هندسية، مما بات ينذر بخروج المسألة عن حد السيطرة، ويتصدّر تلك المستجدات التقدم المذهل في المجالين العلمي والتكنولوجي؛ اللذين أنتجا كثيرا من الأدوات التي حلت محل بعض الفنون اليدوية والنشاطات الموسمية وما يصاحبها من مأثور القول والأداء من طقوس ومراسم.

        ونستعرض في ما يلي بعض أشكال التراث الشعبي التي تلاحقها يد الحضارة والتقنية بلا هوادة، فهي تنذر باندثارها إلى الأبد، ولكن على نحو متدرج، ويتجلّى ذلك في النشاطات الشعبية التي حلت فيها الآلة والتقنيات الحديثة مكان الإنسان، مما قضى على النشاط البشري وعلى ما يصاحبه من مأثور القول والعادات والتقاليد:

 

 

 

ا- المواسم الزراعية

ونعني بها النشاطات الزراعية وما يصاحبها من مراسم احتفالية تستمر فترة من الزمن يتحكّم في مدتها طبيعة الأدوات التي كانوا يستخدمونها في إنجاز عملهم من حرث وحصاد وتذرية ونحو ذلك.

        وقد عرف الإنسان الزراعة منذ وقت مبكر، إذ كانت البداية على شكل زراعة رعوية على النحو الذي ما زال معروفا في إقليمي دار فور وكردفان حيث تنتشر قبائل البقّارة والأبّالة والكبابيش،(1) التي تشير أسماؤها إلى أنواع القطعان التي تربيها، ثم تطور الأمر من بعد إلى الزراعة بمفهومها العلمي، وكان الاستقرار حيث الماء؛ على ضفاف الأنهار كالنيل ودجلة والفرات، وحيث تتساقط الأمطار بكميات كافية، كما هي الحال في اليمن وبلاد فارس وحوض البحر الأبيض المتوسط.

        ونظرا لما للزراعة من دور حاسم في توجيه حياة الشعوب التي ركنت إليها، ونظمت حياتها ومواسمها على هدي إيقاعها، فقد تناغمت حيوات تلك الشعوب، وتألفت آدابها، وأتى تراثها منسجما مع الدورة الزراعية وتطوراتها، فهي تبدأ بالبذار وحراثة الأرض بأدوات مما أنتجته الأرض، إلى أيام التعشيب، فالفريكة، وموسم الحصاد الذي يتم بأدوات اجتهد الإنسان في صناعتها بطريقة بدائية.

وقد جرت العادة أن يكون موسم الحصاد أبرز الأنشطة الزراعية؛ ذلك لما يحققه جني المحصول من أمان للإنسان، ولا سيما أن كثيرا من المزارعين ربما أجّلوا مناسباتهم وأفراحهم وسداد ديونهم لهذا الموسم أو ذاك، حتى لكأنّ الإنسان في تناغمه مع بيئته يصر على أن يتحد معها، فيشكلان معا سيمفونية واحدة يوقّعها الزمن.

واجتماع الناس في العمل من شأنه أن يفضي إلى الغناء الجماعي للترويح عن النفس، ومن هنا كان موسم الحصاد عرسا تزف به الطبيعة للناس نتائج أتعابهم في الحرث والزرع والحصاد والدرس والتذرية وغير ذلك مما يعقب الحصاد، كليالي نقل التبن من البيادر إلى المتابن إذ يتساقط التبن من الأكياس غير المحكمة على الأرض؛ فتبدو طريق التبّانات مصفرّة بما يسقط عليها منه، مما أدى إلى ظهور اصطلاح طريق التبانات في علم الفلك.

لقد غنى الفلاح للمِنجل، وللمذراة، وغنّى للريح التي تهب عند التذرية فتساعده على فصل الحب عن التبن، وغنى للطير التي تأتي في موسم الحصاد، على اختلاف أنواعها. ومن يطالع سجل التراث الشعبي الفلسطيني في هذا الموضوع سيقف على مادة غزيرة جدا. ومن ذلك قولهم:

"يا مذراتي دبي وهاتي                ودبي عباتي لوليداتي

أيتها المذراة أرسلي واملئي عباءتي حبا لأولادي.

ومن غنائهم لطيور موسم الحصاد قولهم:

الطير الخضر شرّق على الصيفة              يا صيفة الطير ما تحقل بتعريفة

ومعنى ذلك أن طيور الخُضَّر اتجهت شرقا نحو الأراضي المحصودة تبحث عن الحبوب،وقد سبقت الناس إلى ذلك مما يعني أنهم لن يجدوا وراءها من الحب ما يعادل " تعريفة" وهي نصف قرش أردني.

ومن غناء التذرية أو الحداء قول القائل:

ريح اليوم جانا عوم                          يا إبراهيم

ريح البارح جانا سارح                      يا إبراهيم

ريح اليوم جاءنا عائما كما أتى ريح الأمس سارحا يا إبراهيم، إنه الوقت المناسب للتذرية. وكما يقول المثل الشعبي "إن طاب ريحك ذرّي على ذقن صاحبك" لانتهاز الفرصة المناسبة حتى لو كان فيها ما يزعج الصاحب؛ لأن هبوب الريح المناسبة فرصة نادرة يجب اقتناصها"(2).

وفي العصر الحديث جد في الأمر ما أزرى بالمأثور الشعبي، وقلل من شأنه، وراح يطارده، وهو موشك أن يقضي عليه لا محالة، ذلكم هو الجرار الزراعي والحصّادة، فلم يعد هنالك موسم لا للحرث ولا للحصاد، إذ اختصر الجرار والحصّادة الزمن، وأغنيا عن الأيدي العاملة، فبعد أن كان موسم الحرث يستغرق أياما لم يعد يحتاج لأكثر من سويعات، وبعد أن كان موسم الحصاد وما يليه من دِراس وتذرية ونحو ذلك – يستغرق نحوا من شهرين لم يعد يستغرق أكثر سحابة نهار، وبعد أن كان الناس جميعا ينخرطون في الموسم؛ فإن مشغِّل الحصّادة لا يحتاج لمساعدة أكثر من عامل أو اثنين؛ لا يسمع أحدهما الآخر بسبب ضجيج الآلة، فانتفت الحاجة لاستخدام كثير من الأدوات كالمنجل والدقران والمذراة والقالوشة واللوح والنورج، واختفت مفردات مثل: الزغدة والغمر والشمال والحلة والبيدر والعوّاسة والطرحة والنفش، والدراس والتذرية والقصل، وما يتصل بها من آداب وأقوال، وانتفى المثل الشعبي والأغاني التي كان الناس يرددونها في هذا الموسم.

 

ب - الأعراس ونحوها من المناسبات السعيدة

 

جرت عادة الناس أن يحيوا هذه المناسبات بأنواع من الغناء والأنشطة الشعبية المأثورة، ؛ وذلك باختلاف المناسبات نفسها من زواج أو ختان ( طهور ) أو نجاح وغير ذلك، وأشهر الأغاني الشعبية ما كانت تردده النسوة في الأفراح، وما زلن يرددنه في كثير من بقاع فلسطين التي لم يطلها الغزو والتفرنج، فقد حل المسجل وأشرطة الأغاني المسجلة للمطربين والمطربات العرب محل كثير من الأغاني الشعبية، وربما كانت بعض الأغاني شعبية في جذورها، ولكن الفنانين يتصرفون في ألفاظها وألحانها على نحو يبتعد بها عن شكلها الشعبي الأصيل، ومع مرور الوقت صرنا نلاحظ الأعراس الحديثة التي تقام في الفنادق والصالات تتجافى عن الأغاني الشعبية وتقذفها بالتخلف والانتماء للقرون الماضية؛ وتُستبدل بأغاني مشاهير الفن مما تبثه الإذاعات العربية، مما ينذر بعد مدة، قد لا تكون طويلة، بأن نجد الأغاني الشعبية وقد طواها النسيان، وتضيع نتيجة لذلك مضامينها التي تعبر عن مكنون الجماهير الفلسطينية، وتترجم أحاسيسها في ما مضى من الزمن، مما يعني بالتالي انقطاع الصلة بين الأجيال المعاصرة والتراث، فيتحقق بذلك الانسلاخ عن الذات الذي يمثل غاية أعداء هذا الشعب المظلوم.

وجدير بالذكر أن كثيرا من المعاني التي كانت تتردد في أغاني الآباء والأمهات حتى أواسط القرن الماضي قد خرجت من دائرة الضوء،مفسحة المجال لغيرها؛ ليس لذاتها، وإنما لأن مدلولها لم يعد له حضور في حياة المجتمع، كذكر الجمل الذي كانت ترتحله العروس عند زفافها؛ كقولهم:

"وجميل حمدة رحل عنا وقفّا"(3)

وإن كان بعضها مما يردد أحيانا حتى اليوم انطلاقا من الجري على مأثور العادات القولية.

ومن ذلك قولهم:

"هاتم الحمرة وسدوا عليها

لييجي محمد ويركب عليها

هاتم الحمرة وهاتم عباته

زفوا لي محمد عَ حارة خواته

هاتم الحمرة وهاتم عقاله

زفوا لي محمد عَ حارة خواله" (3)

        ومن قبيل ما تقدّم بعض المعاني التي كانت تنسجم مع نمط الحياة قديما، حين كان الناس لا يبالون بما يكون في الطعام من الدهون، لما كانوا يبذلونه من جهد في تدبير شؤون حياتهم، ولذلك وجدنا شعراءهم، ابتداء من الجاهلية وحتى أواسط القرن الماضي تقريبا، يتمدّحون" بذبح الحايل من الأنعام، والخروف أبو ليّة" ، وذلك على نحو ما نجده في قصيدة راجح بن غنيم السلفيتي التي مطلعها:

هي يا رايح بلدنا        وقف خذ هالوصيي

تميّل عادار أبو احمد   راعي الدار الغربيي

تلقى لفراش مفرّش        والمساند مركيي

ما بذبح غير الحايل      والخروف أبو ليي( 4)

 بينما نجد الناس اليوم يجتنبون أكل اللحوم المغشاة بالشحم؛ لما في ذلك من مخاطر صحية تنتج عن قلة ما يبذلونه من جهد؛ مما يؤدي إلى تكدسها في الجسم؛ خلافا لما كان عليه ديدنهم من قبل.

       

ج - موسم الحج

  تحيي النساء هذا الموسم بالتجمع في بيت المرأة التي تعتزم أداء فريضة الحج، وذلك لعدة أيام تسبق سفرها الذي يكون بصحبة أحد محارمها. ويرددن بعض الأغاني التي تتسم بطابع الحزن لإشفاقهن عليها؛ لأنها ستغيب عنهن مدة قد تطول، وهذا ما يعرف ب "التحنين". وهنا ينبغي أن نتنبّه إلى حقيقة تتمثل في أن التحنين كان ضرورة من قبل، وكانت له مبرراته، وهو الآن في طريقه للانقراض، نتيجة لاندثار مبرراته، فرحلة الحج كانت تستغرق عدة أشهر، وكثيرا ما كانت تحف بالمخاطر من قطاع الطرق واعتداءات الصليبيين الذين كانوا يحتلون قلعة الكرك قديما ويقطعون طريق الحجاج، إلى الحيوانات المفترسة وغير ذلك من المخاطر التي قد تعترض رحلتهم، كأن ينفد زادهم أو يدركهم العطش، أو تنقطع بهم السبل بأن تموت إبلهم أو يتعطل القطار البخاري الذي دخل على الخط ابتداء من أواخر القرن التاسع عشر. ومما سمعته عام 1952 عندما ذهبت والدتي مع نساء الحي للتحنين للحاجة أم أحمد اليوسف من أهالي قرية النبي إلياس التي تقع إلى الشرق من قلقيلية:

سافر بابورك  حجي قومي اركبي

يقصدن القطار الذي كان يسير بالطاقة البخارية، على الخط الحديدي الحجازي.

        وتشير كلمة التحنين إلى ما كانوا يرجونه بتلك الأغاني، التي يكثر فيها ذكر الله عز وجل، وذكر النبي صلى الله عليه وآله – من الأمل في أن ييسر الله للحُجّاج من يحنّ عليهم إن تعرضوا لضائقة أو شدة، ويمكّنهم من الوصول إلى مبتغاهم؛ وهو المسجد الحرام والمسجد النبوي، حيث مرقد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ومن ذلك قولهم:

"طاب الحنين            حننوا حننوا

تيجوا سالمين            يا اصحاب النبي           تيجو سالمين

المحنن الله             حننوا حننوا

المحنن في السما       تروحوا وتيجوا سوى        يا اصحاب النبي

خذونا معاكم            ان نويتوا السر

خذونا معاكم               ما نصبر بلاكم           يا اصحاب النبي

ما نطيق الفراق          ما نصبر بلاكم

خذونا معاكم              ان نويتوا السفر              لا تفارقونا

ما نطيق الفرا ق         لا تفارقون

 

وقولهم أيضا:

 

سيروا بالسلامة يا حجاج                تعالوا بالسلامة يا حجاج

لاقاهم فارس باب الواد                 ويش حمولك يا بوي

حمولي من المسابح للشباب             حمولي من المسابح للشباب

سيروا بالسلامة يا حجاج               تعالوا بالسلامة يا حجاج

لا قاهم محمد باب الواد                قال ويش حمولك ياسيدي

حمولي من الجوخ للأجواد             حمولي من الجوخ للأجواد" (5)

 

        ولكن تقدم المواصلات أدى إلى اختصار الزمن،  كما أصبحت الطرق آمنة، والطعام والشراب وغيرهما مما يحتاج إليه المسافر وغيره باتت مؤمّنة على نطاق واسع، مما يعني انتفاء مبررات التحنين، فكأن لسان الحال يردد مع خليل مطران قوله:

تغيرت الدنيا وقد كان أهلها          يرون متون العيس ألين مضجع

أجل؛ لقد قضت السيارة على دور الجمل في كثير من بقاع العالم، وانتفت المسافات وتقارب الزمان والمكان.

 

 

د - مجتمعات الماء

        مما تواتر في أخبار الأمم أن مجتمعات المياه غالبا ما تكون مبعثا لعلاقات عاطفية، أو مشاعر غريبة، فما أكثر قصص الغرام التي تحكي قصة رجل وامرأة التقيا على العين أو البئر عندما جمعتهما في ذلك المكان حاجتهما إلى الماء؛ فكان ذلك بداية عشق متبادل، أو مقدمة لزواج سريع على نحو ما نجده في خبر موسى وابنة شعيب عليهما السلام. وللبحر حضور في هذا المجال على نحو ما " جاء في الأدب الشعبي من طلب العزباء من البحر أن يحقق أمنية زواجها:

يا بحر جيتك زايرة من كثر ما انا بايرة

كل البنات تزوّجن وانا على شطك سايرة

كما تلجأ المرأة إلى البحر وتطلب منه أن يكون المولود الذي ستضعه ذكرا:

يا بحر راسي عريانة              بدي ولد يغطيها

وان ما جاني ولد                  لاقد ثيابي وارميها "(6)

وللماء علاقة مع الحياة وبقائها على شكلها الجميل. بعض الحكايات تتحدث عن غوران الماء نتيجة الظلم، وعودته ثانية بعد زوال الظلم؛ وله قدرة عجيبة في تحقيق الأماني والدعوات، كما قالت الغولة في دعوتها للخير لليتيمة، وذلك في حكاية اليتيمة وبقرة النبي:

"يا بير حملها خراخش ودنادش

كل ما انقطع واحد ينبت أربعين" (7)

   وغالبا ما يكون الاستقاء من الآبار والعيون مصحوبا بالأغاني والأشعار، وقد نذكر هنا قصيدة الشاعر الليبي هاشم الخطابية " البير" التي يقول في مطلعها:

سؤال النبي يا بير ما ورداتك   أم جدايل سود دلّن على جالاتك؟(8)

ومقطع العتابا الفلسطيني المشهور الذي يقولون فيه، وهو من حفظنا:

ثَلَث غزلان ناح العين ماضين          جفار صغار ما بيّن حبلهن

كشف جرحي الطبيب وقلا ما اظن   ما اظن يطيب مجروح الهوى

وما اشتهر من مطلع الأغنية الشعبية:

ليا وليا يا بنيا    يا واردا عل الميا

أمك وآبوك قالوا لي    ليا وردت عل ميا (9)

وما أكثر ما غنت الفتيات في طريقهن من الماء وإليه وللجرة، وغيرها من الأواني التي ينقل بها الماء، وللأحباب، ولكن المخترعات والتقنيات الحديثة جعلت في كل بيت بئرا وعيونا تأخذ منها الماء بقدر ما تريد ووقتما تريد، فانتـفت بذلك كل الفنون القولية التي كانت تصاحب عملية السقي والاستقاء.

 

2_  الانفتاح غير المنظم على الآخر

من المسلّم به أن تنتفع الأمم بتجارب المجتمعات الأخرى، وأن تنفتح على غيرها بقدر ما يكفل لها تحقيق مصالحها، وقد أدى الانفتاح على الآخر، ما كان منه طوعا أو كرها، إلى انتقال كثير من عادات الشعوب وأنماط حياتها إلى المجتمع العربي عموما، وإلى المجتمع الفلسطيني على وجه الخصوص؛ وذلك لموقعه المتقدم على ساحة الصدام الحضاري بين الغرب وامتداده ممثلا في المشروع الصهيوني، وبين العالم الإسلامي، وقد أدّى ذلك إلى التخلي عن كثير من الثوابت، مما كان نتيجة مباشرة للعولمة ونتائجها السلبية، ولا سيما على الشعوب الفقيرة، التي تعرضت كياناتها لبرامج سلب حضاري منظم، على النحو الذي شهدته فلسطين وما تزال تشهده، ولا سيما مناهج الدراسة وسواها من أنشطة البناء الفكري والتوجيه.

فمن أوجه التدخل المباشر في العملية التربوية بمفهومها الشامل، أن القوى المهيمنة على المنطقة تصر على أن تتدخل في شؤون الحياة كافة، وتحاول توجيهها نحو ما يخدم أهدافها؛ وفي مقدمة ذلك المناهج التعليمية والمقررات الدراسية إذ تحرص على ألا تخرج قيد أنملة عن مخططاتها ورؤاها، وقد نذكّر هنا بالتشويه الذي لحق بالمقررات الدراسية في الأرض المحتلة على يد السلطات العسكرية الإسرائيلية جراء الحذف والتعديل على مستوى النصوص والأمثلة، بله المفردة الواحدة أحياناً. يقول الزين في هذا الصدد:" بل تدخل ( الاستعمار) في تفصيلات المناهج حتى لا تخرج جزئياتها عن فلسفته وحضارته، وكان ذلك عامّاً حتى في دروس الدين الإسلامي والتاريخ، فإن مناهجهما بنيت على الأساس الغربي (10).

وشهد القرنان الماضيان أشكالا مختلفة من التدخل الأجنبي، والاستجابة الذاتية الطوعية لذلك، فهذا خير الدين التونسي ( يبشّر) بالتدخل الأجنبي، ويرى " أن التمدن الأوروباوي تدفق سيله في الأرض، فلا يعارضه شيء إلا استأصلته قوة تياره، فيخشى على الممالك المجاورة لأوروبة من ذلك التيار، إلا إذا حذوا حذوه، وجروا مجراه في التنظيمات الدنيوية فيمكن نجاتهم من الغرق. (11)

أما طه حسين في "مستقبل الثقافة في مصر" فقد دعا إلى أن" نسير سيرة الأوروبيين، ونسلك طريقهم، لنكون لهم أنداداً، ولنكون لهم شركاء في الحضارة، خيرها شرها،  حلوها ومرها، وما يحب منها وما يكره منها أو يعاب ". أجل! بهذه الحجة أرادوا أن نتخلّى عن سيرتنا،  ولأنها المسؤول عما آل إليه أمرنا ،  ولسنا نحن المسؤولين !؟ (12).

 

        ويندرج في هذا الإطار تلك الدعوات الهدامة التي نادى بها بعض المستشرقين مثل ولكوكس، وهربرت جب ومن تبعهم من المحسوبين على الأمة، وفي مقدمتها الدعوة إلى العامية، وإحلال الحرف الأجنبي محل الحرف العربي، على نحو ما نجده جليا في الجزء الثاني من كتاب محمد محمد حسين: الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر. ويلخص الميداني خطة صهر الشعوب العربية المغلوبة في الشعوب الأوروبية الغالبة في ما يلي:

أ. جعل التعليم بلغة الشعوب الغالبة المستعمرة إجباريا في مختلف المراحل ولجميع المواد.

ب. إهمال اللغة العربية التي هي اللغة الأساسية للبلاد إهمالا كلياً أو شبيهاً به، أو جعلها في  المراحل الأولى للخطة الأولى لغة ثانية لا لغة أولى، ثم التخفيف من شأنها شيئاً فشيئاً حتى تصل إلى مرحلة الإهمال الكلي.

ج. التنفير من اللغة بإثارة عبارات الاستهزاء بها وبقواعدها والاستهانة بها، مع الترغيب بلغة المستعمرين عن طريق تزيينها في النفوس، وتوجيه الدعايات المختلفة لعلومها وفنونها وآدابها، وربط المنافع الاقتصادية والعلمية والسياسية والصلات العالمية بها.

د.  جعل لغة المستعمر هي اللغة الرسمية لدوائر الدول المغلوبة ودواوينها.

هـ. حصر الوظائف والأعمال بالذين يتقنون لغة المستعمرين.

        ويستطيع المراقب، دون عناء يذكر، أن يلحظ ذلك بوضوح تام في البلدان الإسلامية التي ابتليت بالاستعمار، ولعل آخر النقاط هو أوضحها على الإطلاق، حيث نادراً ما يتبوّأ من لا يتقن  لغة المستعمر منصباً رفيعاً حتى لو كان مؤهَّلاً علمياً.(13)

وفي أيامنا هذه طغت العولمة على مختلف مظاهر الحياة؛ وطالت أنحاء المعمورة كافة، وتغلغلت التقنيات في النشاطات البشرية كلها حتى أصبحت مألوفة على نحو يصعب الاستغناء عنه، وهي لا تصل إلى هذا البلد أو ذاك وحدها، بل تكون مصحوبة بأنماط حياتية (سلوكية) وتفضي إلى شيوع أدبيات تناسبها، ومع مرور الأيام تفرض نفسها على المجتمع، وتصبح عاملا فعّالا في سيرته وتترك بصماتها على نشاطاته وأدبياته، مما ينعكس بصورة سلبية على التراث الشعبي؛ شانه في ذلك شان غيره من أوجه الحضارة.

"إن خطورة التحديات التي جاءت في ركاب العولمة، والقائمة على تذويب الفوارق الثقافية، وكسر الحواجز الاجتماعية، ومحاولة إزالة الحدود الجغرافية، لتسهيل مرور المعلومات وإشاعة أنماط السلوكيات الغربية، ما يؤدي إلى تمييع الثوابت الثقافية والأخلاقية، ومن ثمّ تحويلها إلى حرية مطلقة في المعتقد، وبالتالي الوصول إلى الهدف الذي تسعى إليه العولمة وهو زيادة معدلات التشابه بين سائر الجماعات والمجتمعات، وذلك من خلال توحيد الرغبات والتطلعات وطرق النظر إلى الذات والآخر ...، إن اختراق العولمة للمجتمعات أمر خطير، إذ بذلك الاختراق تفقد المجتمعات هويتها المميزة لها ما يسهّل ذوبانها في بحر العولمة، ذلك أنّ المطلوب من المجتمعات العربية والإسلامية أن تتنازل عن هُوِيّتها وخصوصيتها الثقافية حتى تقترب من المفاهيم الكونية التي تنشرها العولمة، وإلا فالنبذ والتهميش سيكون مصيرها، أما المفاهيم التي تخترقها العولمة في النطاق الاجتماعي، فيشمل أنماط السلوك والأسرة و المرأة والرعاية الاجتماعية وقضايا حقوق الإنسان ......الخ".(14)

وليس من شك أن الواقع يثبت يوما بعد يوم أنه "ليست هناك ثقافة عالمية واحدة، ولا يمكن أن تكون، وإنما وجدت، وتوجد، وستوجد ثقافات متعددة متنوعة، تعمل كل منها بصورة تلقائية أو بتدخل إرادي من أهلها ـ على الحفاظ على كيانها ومقوماتها الخاصة"(15) غير أن الخطر يلحق بتراث الأمة وثقافتها جراء تطوع بعض أبنائها لخدمة أهداف أعدائهم، ومحاولتهم تهجين الثقافة العربية وتطبيع العلاقات مع الآخر في الوقت الذي يمارس فيه نشاطاته العدوانية ضد الوجود القومي وكل مقوماته.

ولا بد من الإشارة إلى أن العولمة شيء والعلمية شيء آخر،" ففي حين أن العلمية تعني الانفتاح على الآخر مع الاحتفاظ بالاختلاف الأيديولوجي، فإن العولمة نفي للآخر وإحلال للاختراق الثقافي محل التنوع الفكري الذي يساهم في إغناء الحضارات البشرية" (16) يقول عابد الجابري "نشدان العالمية في المجال الثقافي، كما في غيره من المجالات، طموح مشروع ورغبة في الأخذ والعطاء، في التعارف والحوار والتلاقح، إنها طريق "الأنا" في التعامل مع الآخر بوصفه "أنا ثانية"، طريق إلى جعل الإيثار يحل محل الأثرة، أما العولمة فهي طموح، بل إرادة لاختراق "الآخر" وسلبه خصوصيته، وبالتالي نفيه من "العالم"، العالمية إغناء للهوية الثقافية، أما العولمة فهي اختراق لها وتمييع." (17).

 

ثانيا: العوامل الخاصة

 وقد تعرض التراث الشعبي الفلسطيني لعوامل غير ما تقدم، إذ أمعن المحتل في الكيد لهذا الشعب حتى لم يسلم من ذلك تراثه الشعبي؛ نظرا لما له من دور في صياغة الهوية الثقافية للمجتمع، ولدوره في توجيه دفة المناجزة الحضارية وتحديد نتائجها، وقام بكثير من الممارسات التي ألحقت  به أضرارا كبيرة، بشكل منظم مدروس. وفي هذا البحث سنحدد الأخطار المحدقة بالتراث الشعبي بوجه عام، مركزين على ما يتصل منها بالتراث الشعبي الفلسطيني بشكل خاص؛ وهي في جملتها ناجمة عن الاحتلال وممارساته العدوانية المحكمة، ويمكن إجمالها في ما يلي:

1.  تهويد كثير من معالم التراث الشعبي الفلسطيني في حملة خبيثة تهدف إلى      اجتثاث جذور الهوية الوطنية، وسرقة بعضها. ومما يذكره يحيى جبر عندما زار توبنجن  في ألمانيا عام 1993 أنه فوجئ بمطعم يقدم لروّاده الفلافل، ولكن المفاجأة       كانت  أكبر حين عرف أن المطعم ليهودي يزعم _ كما يزعم يهود آخرون _      أنه من الأكلات الشعبية عندهم، وأنهم أول من عرفه.
ويذكر مثل ذلك إسلام شمس الدين حينما كان يعيش في مدينة نيويورك.

 ويضيف: "أنه حينما يحاول الإسرائيليون أن يرقصوا فهم يرقصون رقصة يهودية صميمة تسمى "الهورا" (من أصل روماني) أو رقصة يهودية أخرى؛ تسمى "الدبكة"! وحينما ترتدى مضيفات شركة العال زيّ الفلاحة الفلسطينية، فهذا زي إسرائيلي نابع من الثقافة اليهودية!.

وحينما أسس متحف في قرى حيفا على هيئة قرية عربية أخبر كُتَيِّب المعرض الزائر أن هذه قرية من حوض البحر الأبيض المتوسط حتى يمكن تحاشي ذكر كلمة "فلسطين"، وحتى يختبئ الأصل الحقيقي للمنتَج الحضاري"!.

ويعلق شمس الدين على ما تقدّم قائلا: "لكن هل يمكن تأسيس ثقافة من خلال مثل هذا التلفيق الرخيص والعنف اللفظي الذي يبعث على الرثاء؟ قد ينجح الصهاينة في تأسيس بعض المستوطنات من خلال العنف والبطش العسكري، ولكن التجذر الحضاري أمر آخر، والقلاع الصليبية المهجورة التي لا يبكي أحد على أطلالها، شاهد على ذلك (18).

وتنبّه رجاء الناصر في معرض حديثها عن بعض المظاهر الاستلابية إلى ما  يقوم به العدو الصهيوني من "انتحال  التراث الشعبي الفلسطيني ونسبته إليه؛ مثل اللباس و الرقصات والآثار،  وهي مظاهر يبذل العدو جهداً كبيراً في محاولة لتثبيت وجوده في المنطقة ، ولإعطاء انطباع بأصالته فيها وإيجاد منظومة تراثية متواصلة تشكل تاريخ وثقافة مؤهلة لتجميع الشتات وإيجاد هوية له، في الوقت الذي يحرم الفلسطينيون العرب من مثل هذه الهوية المتمايزة عن العدو. إن الاستهداف الرئيسي للأبعاد والمظاهر السابقة يقوم على محاولة نفي مفهوم الأمة العربية الواحدة ، منطلقاً من مشروع تخريب ثقافتها، ثم الدفع بثقافات غربية بلباس عربي باتجاه نفي وجود كل ما هو عربي وحدوي قومي بهدف تضييع هوية المناطق المحيطة بالكيان الصهيوني ، وجعلها منطقة فارغة مهيأة لاستقبال أي وافد جديد قادر على الاستقطاب، وحتى لو كان نقيضاً لما قبله (19)

ولم يتوقف الأمر عند المأثورات الشعبية، بل تعداها إلى المقدسات وفي مقدمتها المسجد الأقصى والمقدسات المسيحية؛ فقد "تحدثت  وسائل الإعلام منذ شهور عن مخططات ومشاريع يهودية تمس  بالمسجد الأقصى  ومستقبله، منها على سبيل المثال لا الحصر:
أولا: حفر نفق تحت الأرض يصل ما بين سلوان للمصلى المرواني وهذا ما ثبت عمله فعلاً، قد تستخدمه السلطات الإسرائيلية كمسار سياحي أولاً ( على عينك يا تاجر) ومن ثم الإجهاز على المصلى المرواني وإقامة كنيس فيه كخطوة أولى على طريق بناء هيكلهم المزعوم.

ثانيا: إقامة موقف للسيارات جنوبي المسجد الأقصى مكون من أربعة طوابق وعلى مساحة 18 دونما من الأرض، يشمل أسفله متاجر ومحلات بيع، وذلك منعاً لأي مشروع وقفي مستقبلي من طرف المسلمين، وهذا إن تم فإنه سيكون في مكان قصور الأمويين ومنازلهم جنوبي المسجد، وسيخنق المسجد الأقصى من الناحية المذكورة.

ثالثا: بناء كنيس ضخم بالقرب من حائط البراق يكون محجاً لليهود وذلك على أراضي المسلمين من حي المغاربة، مع التأكيد على ربطه بحائط البراق بممرات معلقة وسلالم كهربائية.
إن ما تقوم به المؤسسة الإسرائيلية حالياً لربما يصب في صالح ما ذكر أعلاه وبالذات ما له علاقة بمواقف السيارات والكنيس الجديد علماً أن المشروع يأتي بمصادقة بلدية القدس.

ولا بد من الإشارة إلى أن أعمال الحفريات أسفل المسجد الأقصى مستمرة ليل نهار، وأن ما قامت به السلطات الإسرائيلية أخيراً يخدم ذلك بالتأكيد، وهذا ما اكده مسؤول الآثار في سياق حديثه عن التجريف عندما قال: ما نقوم به يهدف لخدمة القضايا العلمية ليس إلا!!. إن إسرائيل ساعية في مشروعها الظلامي نحو تقويض المسجد الأقصى ومكانته في قلوب المسلمين، من مشارق الأرض ومغاربها، مستغلة ما تعانيه أمتنا من أوضاع مأساوية ومزرية في نفس الوقت، لكن ذلك لن تتمكن منه أبداً، في حالة صحوة ضمائر الأمة لتنبض من جديد كما كانت، متعالية على جراحها. (20)

2_ القيود والممارسات القمعية التي يفرضها المحتل بقوة السلاح؛ مما أدى إلى تقطيع أوصال الوطن، وتمزيق المجتمع على نحو ما نشهده من تشظي الأسرة الفلسطينية في أصقاع الأرض، والتوقف عن إحياء المواسم الفلسطينية؛ كموسم النبي روبين الذي كان يقام قبل عام 1948 شرق يافا، وموسم النبي صالح الذي حاولت وزارة الثقافة إحياءه دون جدوى.

        وفي هذا الصدد يكفي أن نشير إلى أن الأعراس خرجت عن المألوف في الانتفاضة الأولى، وخلت مراسمها من مظاهر الفرح والغناء، إذ كان يُكتفى بالحد الأدنى من المراسم؛ وذلك تعاطفا مع المشاعر العامة التي كانت تسود المجتمع جرّاء تواتر القتل وتتابع الشهداء والمآسي التي حلّت بالشعب على أيدي المحتل الصهيوني.

ومن جانب آخر فقد انعدم الأمن، واستبدت بالناس المخاوف جراء العدوان المتواصل من جيش المحتل وعصابات المستوطنين، فلم تعد الأرياف آمنة، فكم راع أو مزارع قتلوا، وكم أرضا اغتصبوا، وكم من شجر اقتلعوا، وأمعنوا في بغيهم فأخذوا جذوع أشجار الزيتون " الرومي" وزرعوها في أفناء ما اغتصبوه من بيوت ليزعموا من بعد أن ذلك الشجر من غرس آبائهم، مما يوهم بطول أمد وجودهم في فلسطين؛ يزوّرون بذلك الواقع والتاريخ!.

 

مقترحات:

 

نسوق في ما يأتي بعض الاقتراحات التي من شأنها أن تسهم في المحافظة على التراث، وتحاول إنقاذه، من مخاطر المتغيرات ( على صعيدي العولمة والتكنولوجيا)  التي تتواتر على شكل متوالية هندسية؛ مما ينذر باضمحلال ظاهرة التراث الشعبي على مدار العالم، نظرا لانتشار نمط الحياة الغربية المرتبط بالتقدم التكنولوجي في جميع أوجه الحياة. وهذه المقترحات هي:

1.     التركيز على زرع قيم الاعتزاز بالذات وما يتعلق بها من تراث لدى النشء منذ مراحل الطفولة المبكرة.

2.     تصحيح فكرة الطلاب عن المأثورات الشعبية وتوضيح أهميتها في الحفاظ على كيان الذات.

3.     إقرار مساق في الجامعات يتناول المأثورات الشعبية بحيث يكون إجباريا لطلبة التخصصات كافة.

4.     إدخال بعض ملامح الأزياء الشعبية في زيّ فرق الفنون المختلفة في المدارس والجامعات.

5.  إقامة يوم مفتوح سنويا في رياض الأطفال والمدارس والجامعات يقتصر على الفنون الشعبية من أزياء وأغان ومأكولات....الخ.

6.     عقد المسابقات الثقافية على مستوى الوطن التي تتناول الفنون الشعبية المختلفة وتقديم الجوائز المحفزة.

7.  إفراز لجان خاصة كل منها متخصصة بلون من ألوان التراث الشعبي وهذه اللجان تتبع وزارة الثقافة من أجل توثيق التراث الشعبي الخاص بنا لدى اليونسكو خوفا من تزويرها وسرقتها كما يحدث حاليا.

8.  الترويج للمأثورات الشعبية من أزياء وغير ذلك من خلال نشر صور خاصة بها على ما أمكن من أغلفة المجلات و التقويم (الروزنامة) والأكياس الورقية .....الخ بدلا من صور توم وجيري أو باربي مثلا.

9.     إقامة معارض للتراث الشعبي بشكل دوري تشرف عليها البلديات والمجالس القروية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الهوامش

 

 

1.  استطلاع عن الأُبَيِّض نُشِر في مجلة العربي في يوليو 1967م، ومجلة قراءات إفريقية العدد الثاني، سبتمبر 2005 "الهجرات العربية إلى بلاد النوبة والسودان الشرقي ... وآثارها الثقافية والحضارية" د. ربيع محمد القمر الحاج

2.  الحشّاش، عبد الكريم عيد. حداء الحصاد والتذرية في النقب وسيناء. نشر في مجلة المأثورات الشعبية، العدد 21، قطر ـ 1991 .

3.  محسن، علي فلاح. الأهزوجة الشعبية في العرس الفلسطيني. نشر في مجلة المأثورات الشعبية العدد 35،  قطر ـ 1994 .

4.     البرغوثي، عبد اللطيف، ديوان راجح بن غنيم السلفيتي، 1996، د.ن. ص45.

5.  أبو معلا، سعيد. ومها عتماوي،. غناء الحجاج (التحنين). الأدب الشعبي الفلسطيني، يحيى جبر وعبير حمد، منشورات الدارالوطنية، قلقيلية،2006م، ص ص134-142

6.  الزريعي، عابد عبيد.المرأة في الأدب الشعبي الشعبي الفلسطيني ـ ط1 مايو 1983 ـ القاهرة مطبعة الوفاء الحديثة ـ ص 204.

7.  الحسن، غسان. الحكاية الخرافية في ضفتي الأردن ـ دار الجيل للطباعة والنشر والتوزيع ـ دمشق ـ 1988، ص48.

8.  فنوش، يونس عمر،دراسات نقدية في الشعر الشعبي، المنسأة الشعبية للنشر والتوزيع والإعلان، ط1،ليبيا،1980،ص151.

9.     من الأغاني الشعبية الشائعة في أماكن مختلفة من فلسطين والأردن.

10.                       الزين، سميح عاطف - الإسلام وثقافة الإنسان، دار الكتاب اللبناني، ط7،  بيروت 1401هـ، ص437.

11. التونسي، خير الدين- أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك، ط1، تونس المحمية، مطبعة الدولة سنة 1284 هـ ص 50.

12.طه حسين في "مستقبل الثقافة في مصر" مطبعة المعارف ومكتبتها. مصر سنة 1938م ص45.

13. الميداني، عبد الرحمن حسن، أجنحة المكر الثلاثة. دار القلم، دمشق ص 295.

14.جمهور، حياة. خطورة العولمة، مجلة رؤى تربوية العدد 20، مركز القطان للبحث والتطوير التربوي، رام الله ـ فلسطين.ص 112.

15.جميل، سيار. العرب والعولمة. مركز دراسات الوحدة العربية، ص298.

16.جبر، يحيى. وزميلته. العولمة وأثرها على الشعب الفلسطيني. مجلة رؤى تربوية العدد 20، مركز القطان للبحث والتطوير التربوي، رام الله ـ فلسطين ص 82

17.جميل، سيار. العرب والعولمة. مركز دراسات الوحدة العربية، ص 318.

18. إسلام شمس الدين، من هو المثقف اليهودي، الموقع الإلكتروني:

http://66.102.9.104/search?q=cache:OHvYPhYZaEEJ:www. egyptsons.com/misr/showthread.php.

 

  1.  رجاء الناصر، ثقافة المقاومة، الموقع الإلكتروني http://66.102.9.104/search?q=cache:jA0pCuRh9rAJ:www.alfikralarabi.org/index/modules
  2. إبراهيم أبو جابر، الأقصى في خطر، الموقع الإلكتروني:

http://66.102.9.104/search?q=cache:kFpxoNX5hk8J:www.osrty.com/main/news

 

 

 

المصادر والمراجع:

 

1.     البرغوثي، عبد اللطيف، ديوان راجح بن غنيم السلفيتي، فلسطين 1996، د.ن.

2.     التونسي، خير الدين، أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك، ط1، تونس المحمية، مطبعة الدولة سنة 1284 هـ.

3.     جبر، يحيى، وعبير حمد

-   أبحاث ودراسات في الأدب الشعبي الفلسطيني، منشورات الدار الوطنية للترجمة والطباعة والنشر والتوزيع، قلقيلية، 2006م

-   العولمة وأثرها على الشعب الفلسطيني. مجلة رؤى تربوية العدد 20، مركز القطان للبحث والتطوير التربوي، رام الله ـ فلسطين.

4.  جمهور، حياة. خطورة العولمة، مجلة رؤى تربوية العدد 20، مركز القطان للبحث والتطوير التربوي، رام الله ـ فلسطين2005.

5.     جميل، سيار. العرب والعولمة. مركز دراسات الوحدة العربية. بيروت، 1998.

6.  الحاج، ربيع محمد القمر، "الهجرات العربية إلى بلاد النوبة والسودان الشرقي ... وآثارها الثقافية والحضارية"، مجلة قراءات إفريقية العدد الثاني، سبتمبر 2005.

7.     الحسن، غسان. الحكاية الخرافية في ضفتي الأردن ـ دار الجيل للطباعة والنشر والتوزيع ـ دمشق ـ 1988.

8.  الحشّاش، عبد الكريم عيد. حداء الحصاد والتذرية في النقب وسيناء. مجلة المأثورات الشعبية، العدد 21، قطر، 1991.

9.     الزريعي، عابد عبيد.المرأة في الأدب الشعبي الفلسطيني، ط1، مايو 1983، القاهرة مطبعة الوفاء الحديثة.

10.الزين، سميح عاطف، الإسلام وثقافة الإنسان، دار الكتاب اللبناني، ط7،  بيروت 1401هـ.

11.طه حسين في "مستقبل الثقافة في مصر" مطبعة المعارف ومكتبتها. مصر سنة 1938م.

12.فنوش، يونس عمر، دراسات نقدية في الشعر الشعبي، المنشأة الشعبية للنشر والتوزيع والإعلان، ط1، ليبيا،1980.

13.محسن، علي فلاح. الأهزوجة الشعبية في العرس الفلسطيني. مجلة المأثورات الشعبية العدد 35،  قطر، 1994.

14.الميداني، عبد الرحمن حسن، أجنحة المكر الثلاثة. دار القلم، دمشق، د.ت.

 

الدوريات

 

1.     مجلة رؤى تربوية، يصدرها مركز القطان، رام الله، العدد 20، 2005 فلسطين.

2.     مجلة العربي، عدد يوليو 1967 م، استطلاع عن الأُبَيِّض في السودان. الكويت.

3.     مجلة قراءات إفريقية، العدد الثاني، سبتمبر 2005، مصر.

4.     مجلة المأثورات الشعبية، يصدرها مركز التراث الشعبي لدول مجلس التعاون الخليجي، قطر، ( أعداد مختلفة).

 

 

 

مواقع إلكترونية

 

21.                       إبراهيم أبو جابر، الأقصى في خطر، الموقع الإلكتروني:

http://66.102.9.104/search?q=cache:kFpxoNX5hk8J:www.osrty.com/main/news

22.إسلام شمس الدين، من هو المثقف اليهودي، الموقع الإلكتروني:

http://66.102.9.104/search?q=cache:OHvYPhYZaEEJ:www. egyptsons.com/misr/showthread.php.

 

  1.  رجاء الناصر، ثقافة المقاومة، الموقع الإلكتروني: http://66.102.9.104/search?q=cache:jA0pCuRh9rAJ:www.alfikralarabi.org/index/modules