ردا على التساؤلات حول مقالتي " تشاد عربية

yahyaj's picture
Published at: 
موقع النجاح الإلكتروني
Year: 
2010

أعزائي القراء الكرام

تحية طيبة وبع؛ فقد قصدت بعروبة تشاد أنها لا تختلف عن عروبة بعض الدرول المنتسبة للجامعة العربية، والتشاديون يقرون في تلفزتهم _ وأنا ممن يتابعونها_ أن بلادهم هي الدولة العربية الوحيدة التي ليست عضوا في جامعة الدول العربية ( ومن يدري؛ فلعل ذلك من حسن حظهم)، يضاف إلى ذلك أن قبائل عربية استوطنت تلك البلاد من وقت مبكر، لا سيما أنها لسيت منعزلة عن مصر والسودان المتصلين ببلاد العرب سواء كان ذلك عبر سيناء، أو عبر هضبة الحبشة، ناهيك عن إمكان التواصل عبر البحر الأحمر، وقد يقال هنا والصحراء الكبرى أليست حاجزا طبيعيا؟ فأقول بل واصل طبيعي بالنسبة للعربي الذي ألفها وألفته منذ فجر التاريخ. وكثير من القبائل استوطنت تشاد في القرون الأخيرة وفدت من مصر وليبيا والسودان. ومما يؤكد وجود العرب في تشاد منذ أمد بعيد استخدامهم كلمة " انجمينا" التي أطلقوها على عاصمتهم " فورت لامي يابقا_ ، هو ان الفعل " جمّ" لدلالته على الاجتماع قديم لم يعد متداولا  اللهم الا في يلاد بني شِهر من قبائل عسير جنوب الحجاز. وبعض انحاء نجد حيث قول شاعرهم _ زهو مما يُغنّى به: حبيبي طاح في جمة البير، أي في لجته حيث يجتمع ماؤه، وقولهم في تنومة للحلاقة : الجمّ، لأنهم يحتفظون بقطعة كبيرة من الشعر وسط الرأس ( كالمارينز، ومن يدري فلعلهم أخذوها من العرب)، يقول أحدهم:  إذا سئل أين تذهب؛ فيقول: للحسّا يجمني، أي للمزين أو الحلاق ليقص شعري بالطريقة المعهودة

أما عن القرعان، وأن لغتهم ليست عربية، فأقول إن كثيرا من العرب تركوا لغتهم إلى لغات الشعوب التي أصهروا إليها واندمجوا فيها كعرب الجمهوريات الإسلامية في أواسط آسية، وعر إندونيسية، ، بل إن من يستمع الى اللهجة العربية في موريتانية( وهي لهجة قبيلة ذوي الحسن الذين فتحوا ذلك الإقليم واستقروا في منذ وقت مبكر ـ لا يكاد يفهم منها إلا قليل وبع معالجة وطول تبصر، وكذلك لهجة عرب تشاد التي احرص على الاستماع اليها وابذل جهدا كبيرا في استيضاح حدود ألفاظها

وقد سمعت إذاعة تشاد باللهجة الدارجة ذات يوم حيث ذكر المذيع كلمة" بالهيل" أي بالحيل، وهي جنوب حجازية متداولة إلى اليوم. ومعرفتي بهذه المسألة مع ما يشوبها من عدم وضوح هي التي حدت بي إلى إيفاد طالب للنيجر ( النية قائمة حتى الآن) لدراسة لهجة عرب المحاميد عسى أن أجد فيها ما يؤكد وجهة نظري

وأخبرا فقد عمل بصحبتي المرحوم التشادي علي باعلاق عمر أوائل السبعينات من القرن الماضي في أحد حقول النفط الليبية  لصالح شركة عالمية_ كان رحمه الله سقط من اعلى الدرك( الحفارة) _ ليتهم أنصفوه، كان يحدثني وأفهمه دون صعوبة ، وللحديث بقية أيضا ان شاء الله