إدارة المحاضرة

yahyaj's picture
Year: 
2009

إدارة المحاضرة

أ.د. يحيى جبر

محاضرة ألقيت في برنامج التأهيل

الإدارة ومعناها المقصود في هذا السياق( حاجة الدوران إلى نظام ليستمر)

 

·        الاشتقاق اللغوي، دور اللغة ووضوحِها في العملية التعليمية التعلمية

·        المعنى المقصود بالإدارة

 

تعريف المحاضرة واشتقاقها اللغوي، والمعنى الاصطلاحي

 

الفعل حضر

المحضرة

المحاضرة

المعنى الاصطلاحي:

من أساليب التدريس المتبعة عندما يكون الهدف تقديم معلومات جديدة، وتتم بإلقاء المحاضر المعلومات على أسماع الطلبة، ولا يشترط فيها أن تكون مشفوعة بالمناقشة.

 

من يدير المحاضرة

 

·        الإدارة العامة للمؤسسة بما تصدره من أنظمة ولوائح تنظيمية

·        المحاضر نفسه بما ينبغي أن يتوفر فيه من خصائص لدى اختياره لأداء هذا العمل، مضافا إليه ما يكتسبه، من بعد، جراء خدمته من خبرة ميدانية ومعلومات؛ يمتاز بها محاضر عن محاضر.

·        مواصفات المحاضر الناجح:

1.    مواصفات علمية

2.    مواصفات أخلاقية وتربوية

3.    مواصفات المحاضر ( وضوح الصوت...)

4.    مظهره العام

5.    مكان تواجده أثناء قيامه بعمله

 

الفئة المستهدفة:

للفئة المستهدفة دور كبير في توجيه المحاضرة، وتحديد مستواها، وطريقة تقديمها، فالفرق كبير بين:

·        طلبة مبتدئين؛ وآخرين اجتازوا مراحل متقدمة

·        وبين مجموعة من الطالبات، وأخرى من الطلاب، وبين ما تقدم قياسا بمجموعة مختلطة

·        وبين طلبة الدراسات العليا وطلبة البكالوريوس

·        بين طلبة أصحاء وآخرين معوّقين، ناهيك عما ينجم عن اختلاف طبيعة الإعاقة.

 

طبيعة الموضوع

 

لكل موضوع من المعارف والعلوم طريقة أداء تختلف، كثيرا أو قليلا، عن غيرها مما تقدم به الموضوعات الأخرى، غير أن ثمة قاسما مشتركا أعظم ينتظمها جميعا، وهو تقديم المعلومات، ووجود الطالب، والمحاضر ـ بطريقة أو بأخرى؛ إذ قد يكون حاضرا بجسمه، أو بصورته وصوته، أو بصوته دون صورته، وربما كان مبثوثا بين سطور المادة كما هي الحال في مؤلفات التعلم عن بعد، ولكن ما يعنينا هنا هو المحاضرة التي تتم بوجوده، ويؤديها بنفسه.

 

أين تكون المحاضرة ( القاعة )

·                للمكان الذي تجري فيه المحاضرة مواصفات محددة، ذلك لما له من دور في إنجاز المهمة على أحسن وجه ممكن. ولن نستطرد في الحديث عن مواصفات قاعة الدرس، لأن الإدارة العامة للمؤسسة، بما تصدره من أنظمة ولوائح ومواصفات هندسية تتولى تهيئة المكان المناسب، ونحن هنا بصدد التركيز على دور المحاضر في ذلك، غاضّين النظر عما يمكن أن تؤديه المواصفات غير المناسبة من أثر سلبي على العملية التعليمية؛ لارتباط ذلك بالإدارة؛ مما (يتصل بالتهوية والإنارة، والمساحة والارتفاع، وألوان الدهان، والسبورة، وأدوات الكتابة، وغير ذلك مما يرتبط بالتجهيزات التي يفترض أن تتوفر في قاعة الدرس بشكل دائم).

 

الاستعدادات التي تسبق المحاضرة

لا بد للمحاضر من القيام ببعض الأمور؛ قبل التوجه إلى القاعة لإلقاء محاضرته، وهي نوعان؛ أحدهما يتصل بالمعلومات التي يريد نقلها لطلابه، وذلك بأن يستحضرها في ذاكرته، وأن يرتبها بشكل متساوق منطقي، وأن يتأكد من وضوح الأفكار عنده؛ وإلا فإنه لن يكون قادرا على تقديمها للطلبة. والثاني يتصل بالوسائل التعليمية التي تقتضيها المعلومات المنوي تقديمها، من وسائل إيضاح وشفافيات ومصورات وبرمجيات حاسوبية أو خرائط جغرافية وغيرها، أو التقنيات المتاحة في حال تهيّؤ الفرصة لحوسبة العملية التعليمية من خلال برنامج (فصول مثلا)، وهذا في الغالب يكون من الوسائل والتجهيزات الثابتة في القاعة.

 

ما الغرض من المحاضرة

 

        الغرض من المحاضرة هو نقل معلومات بكفاءة عالية من دماغ المحاضر إلى أدمغة طلابه؛ ولذلك كان لا بد من توخي الدقة في الاستعدادات والداء لتتم على أفضل وجه ممكن. وبعض المحاضرين يكتفون بنقل المعلومات بطريقة أقرب إلى التلقين، دون أن يهتموا بما قد ينعكس من ذلك على سلوكهم، وفي هذا قطف لثمرة التعليم قبل نضجها؛ مما يؤدي إلى تشوّهها، وسنعالج هذا الموضوع في المحاضرات الخاصة بالأخلاق الأكاديمية إن شاء الله.

 

أثناء المحاضرة:

        مدة المحاضرة محدودة، وكذلك المعلومات التي ينبغي أن يزوّد بها الطلبة، إذ يجب أن تكون محدودة بالقدر نفسه كي يتم نقلها بكفاءة عالية، ولكن ذلك لا يكفي لتحقيق الغرض المطلوب وحده، فلا بد من مواصفات وأنشطة معينة يقوم بها المحاضر لينجح في أداء مهمته، من ذلك تحديدا:

1.    مواصفات علمية

يفترض في المحاضر أن يكون خبيرا في الموضوع الذي سيحاضر فيه، وذلك على الأقل بحصوله على شهادة تثبت ذلك، غير أن الشهادة لم تعد مقياسا دقيقا للكفاءة العلمية؛ لأسباب مختلفة. يضاف إلى ذلك أن من المحاضرين من تربو ثقافته، وتتسع مداركه فوق ما يمكن أن تنبئ عنه الشهادة. على أي حال، لا بد من إتقان المادة العلمية التي سيتصدى لها، لأن فاقد الشيء لا يعطيه. ومن هنا كان لا بد من حد أدنى من المعارف الخاصة، وتحضير مسبق لمادة المحاضرة، مباشرة قبل الشروع بها.

 

 

 

2.    مواصفات أخلاقية وتربوية

يهدف التعليم إلى الارتقاء بالأخلاق وتربية المستهدَفين به، وذلك من حيث هو غاية ووسيلة (راجع بحثنا: تكامل الغاية والوسيلة في التعليم)، ولما كان الأمر كذلك؛ فإن على المحاضر أن يتحلى بالأخلاق الحميدة ليكون قدوة لطلابه؛ مما سنتناوله في المحاضرات الخاصة بالأخلاق الأكاديمية.

أما في الجانب التربوي، فإن على المحاضر أن يتزوّد بالخبرة التي تمكنه من استخدام أنجع الوسائل لتمرير المعلومات إلى طلابه بشكل فعّال، وإنما يتحقق ذلك بطول التجربة، وبالمطالعة في الكتب المتخصصة. فالإحاطة بأساليب التعليم ضرورية جدا؛ ذلك ليتمكن من اختيار المناسب منها لموضوع محاضرته.

ومما يتصل بذلك بشكل فعال؛ مراعاته للفروق الفردية بين الطلبة

3.    مواصفات تتصل بهيأة المحاضر:

يجب أن يكون المظهر العام للمحاضر منسجما مع الذوق العام، سواء ما اتصل من ذلك بلباسه، أو شعره ونحو ذلك مما يتصل بالهندام والمظهر الخارجي، كي لا ينصرف قسط من اهتمام الطلبة لمتبعة ما جاء منه مخالفا للمألوف.

وهناك أمور تتصل بمكان وقوفه، في إحدى الزاويتين اليمنى أو اليسرى من القاعة، ولا بأس في التنقل بين الطلبة أو من مكان لآخر لكن في حدود معقولة كي لا يصرف انتباه الطلبة إلى حركته، ولا بأس في الجلوس إن كان يقدر أن يسيطر على القاعة، إلا أنه غير مستحب تربويا. ومن المسائل الجوهرية التي لا بد من توفرها:

 

·        سلامة اللغة: ونعني بذلك سلامة النطق وإخراج الأصوات من مخارجها على أن تصل إلى الطلبة بوضوح تام ( درجة الصوت)، ولا بأس في استعمال مكبّر الصوت عند الضرورة، مع أن الأفضل هو الحديث المباشر، فهو أوقع أثرا. وفي المجال نفسه؛ ينبغي أن يتعاطى المحاضر العربية الفصيحة، وأن يراعي قواعدها الأساسية، وهو بذلك يعوّد أسماع طلابه عليها، لأن    (السمع أبو الملكات اللسانية على حد رأي ابن خَلدون).

 

·        سلامة الأعضاء:

المحاضر كالخطيب، كالإمام، يفترض فيه أن يكون أقرب إلى الكمال من كل باب، حتى في أعضاء بدنه، غير أن ظروفا بعينها قد تقتضي أن يتصدّى للتعليم ذو عاهة أو إعاقة، ولا بأس في ذلك، فهذا حقه من وجهة نظر إنسانية. لولا أننا نستعرض هنا الإدارة المثالية للمحاضرة.

ضبط القاعة:

على المحاضر أن يضبط النظام في القاعة، ويشيع الهدوء كي يتسنى له إرسال المعلومات ولطلابه أن يستوعبوهاعلى أحسن وجه ممكن. وهذا يقتضي ما يلي:

·        الحد من الضوضاء بالعزل أو البعد المكاني

·        استقطاب الأنظار، لأن العين هي مفتاح اليقظة والغفلة.( انظر كتابنا اللغة والحواس، والأدبين: الصغير، والكبير لابن المقفع، والتأثير في الجماهير عن طريق الخطابة لديل كارنيجي). ويتحقق جزء من ذلك إذا وزّع المحاضر نظراته بين طلابه. وهذا كله لعلاقة بحضور الذهن.

 

 

بعد المحاضرة:

يفترض في المحاضر أن يقوم بعدد من الإجراءات التكميلية بعد الفراغ من المحاضرة، ليس مباشرة، ولكن في الوقت المناسب، وهذه الإجراءات هي:

1.    التقويم

وذلك بتوجيه أسئلة مكتوبة أو شفوية يتوجه بها لطلبته؛ من شأنها أن تطلعه على مدى استفادتهم من المحاضرة.

2.    التغذية الراجعة

يراد بالتغذية الراجعة ما يستنبطه المحاضر من حقائق تتصل بمدى استفادة طلابه من المحاضرة، وطبيعة أدائه؛ مما ينعكس في التقويم، أو قد يتوصل إليه جراء اتصال مباشر مع طلابه، أو من خلال استعراض محاضرته إن كانت مسجلة، مما يمَكِّنه من تعديل أسلوبه وطريقة أدائه وفقا لهذه النتائج.

3.    التطوير الذاتي

يفترض في المحاضر أن يحرص على تطوير أدائه ومراجعة أسلوبه،

4.    رد الفعل الناجم عن المحاضرة (مردودها السلوكي)

يفترض في المحاضر والمؤسسات التربوية  والإعلامية والإرشادية أن تتابع المستهدفين بعملياتها الرسالية، لترى مدى نجاعة برامجها في المستهدفين. وإلى أي حد انعكست المعلومات والتوجيهات المرسلة إليهم على سلوكهم، لتطوير أنجع السبل وتطوير أفضل الوسائل لضمان تحقيق الأهداف المنوطة بأنشطتها.

5. أنشطة حرة: رحلات، مسابقات

 

 

مصادر ومراجع للمحاضر:

1.    تكامل الغاية والوسيلة في التعليم

2.    صياغة العقول، بلاشتراك مع أ. عبير حمد

3.    دور المعرفة في تشكيل الذات

4.    اللغة والحواس (العين واللغة، اللغة والأذن)

5.    قراءة الاستماع

6.    التعليم المستمر، وجهة نظر جديدة

7.    الطاقة اللغوية ودورها في عملية الاتصال.

8.    هل نعتمد المحضرة نمطا في التعليم؟

9.     الأدب الصغير والكبير لابن المقفع.

10.                       العولمة وأثرها على الشعب الفلسطيني

11.                       التعليم والأمن

12.                       الأمن الثقافي